الفرع الرابع في التفضيل:
  انتهى من الأساس وشرحه. وقد أطال القرشي في المنهاج والإمام المهدي # في الغايات الاحتجاج على صحة الترضية ووجوب الموالاة، لكن الإمام المهدي # رجع عن القول بالترضية إلى التوقف وقال: إنه هو الصحيح؛ لأنا وإن قطعنا على خطئهم فلا نعلم أكبيرة هو أم صغيرة، هذا لفظه في غرر الفوائد شرح نكت الفرائد. قال شيخنا صفي الإسلام ¦: وهي آخر ما صنف.
الفرع الرابع في التفضيل:
  قال في شرح الأساس: اعلم أن التفضيل من جملة الابتلاء والامتحان، يمتحن بذلك الفاضل والمفضول، أما الفاضل فهل يشكر ويعرف قدر النعمة فيتواضع ولا يتطاول، أو يكَفر فيتعدى طوره. وأما المفضول فهل يصبر ويعترف بالفضل لأهله ويعطي الفاضل حقه، أو يتكبر ويحسده على ما أنعم الله به عليه من الفضل والزيادة. ووجه حسن ذلك التمييز بين المطيعين والعاصين؛ لما يظهر عند البلوى والامتحان من أسرارهم؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب على ما يعلم من معاصي العباد قبل ظهورها، قال الله سبحانه: {ألم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ٢}[العنكبوت]، واعلم أن الاعتقادات أصول الأديان، والاعتقاد الصحيح أصل الدين الصحيح، والاعتقاد الفاسد أصل الدين الفاسد، فمتى صح الأصل ثبت الفرع:
  وهل يستوي الممشى وما ثَمَّ منهجٌ ... وكيف يقوم الظِلُّ والعودُ أعوجُ
  فلا تَكُونُ الأعمالُ وإن كثرت وأتعبت: من طول القيام، وتكرير الصلاة والصيام، وإظهار التقشف والزهد، وإدامة التعبد ودرس الكتب في المدارس، وكثرة أهل المجالس والاتباع والأشياع - دليلاً على إصابة الحق، ولا نافعاً مع بطلان الاعتقاد، بل ذلك من أبلغ الاغتيال، وأشبه الأشياء بالداءِ العضال، فإن أردت مثال ذلك فاعلم أن الخوارج كانوا فرسان الخيل، وعباد الليل، وحملة القرآن،