[فصل:] في إمامة الحسنين بعد أبيهما $
  قال صاحب المنشورات ¦: ثم إنه أي: الحسن # أحسن مدارات أصحاب أبيه وأصحابه، وقضى بالحق، وعدل في الرعية، وقسم بالسوية، قيل: وألف جماعة من الرؤساء العظماء المتبوعين، فزاد لهم ما يؤلف به قلوبهم، فسموا ذلك مال البيعة، وأقبل الناس إليه وأحبوه، فثقل ذلك على معاوية اللعين، فجمع جموعه، وحزب أحزابه، واستنصر بكل باغ معاند من القاسطين، ونهض من الشام في جموعه وأحزابه، وقلقل ركابه لقصد قتال ابن سيد الأولين، ولهلاك المطهرين، في سلطان عظيم، وقلب غير رحيم، وأموال حملها طال ما جمعها من حين ولاه عمر بن الخطاب على الشام إلى أن قتل أمير المؤمنين #، وما قتل علي # إلا وقد عظم سلطان معاوية من بعد قتال صفين، إلى أن قال حاكياً عن السيد أحمد الشرفي ¦ في اللآلئ المضيئة: واتفقت روايتهم على ذلك مع رواية أبي الفرج، وهو أنه لما اجتمعت العساكر إلى معاوية وسار قاصداً إلى العراق، وبلغ الحسن بن علي @ خبر مسيره، وأنه قد بلغ منبج، فتحرك عند ذلك الحسن #، وأمر حجر بن عدي | يأمر العمال والناس بالتهيؤ للمسير، إلى أن قالوا: ثم إن الحسن # سار في عسكر عظيم وعدة حسنة حتى أتى دير ابن عبد الرحمن فأقام به ثلاثاً حتى اجتمع الناس، ثم دعا عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وقال له: يا ابن عم، إني باعث معك اثني عشر ألفاً، زاد أبو الفرج: من فرسان العرب وقراء المصر، الرجل منهم يرد الكتيبة، فسر بهم وألن لهم جانبك، وابسط وجهك، وافرش لهم جناحك، وأدنهم من مجلسك، فإنهم بقية ثقة أمير المؤمنين ~، وسر بهم على شط الفرات حتى تقطع بهم الفرات، ثم إلى مسكن، ثم امض حتى تستقبل معاوية، فإن أنت لقيته فاحبسه حتى آتيك، فإني في أثرك وشيكاً، وليكن خبرك عندي في كل يوم، وشاور هذين، يعني قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي، وسعيد بن قيس الهمداني رحمهما الله تعالى، فإذا أنت لقيت معاوية فلا تقاتل حتى يقاتلك، فإن فعل