الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في إمامة الحسنين بعد أبيهما $

صفحة 226 - الجزء 2

  بن سعد، ثم خطبهم فقال: أيها الناس، لا يهولنكم ولا يعظمن عليكم ما صنع هذا الرجل الوله الودع⁣(⁣١) يعني الجبان، ثم ساق في خطبته كلاماً له ذم عبيد الله وأبيه وأخيه، وأنهم لم يأتوا بيوم خير قط، فلا اعتداد ولا التفات إلى ما صنع الرجل، قال: فتنادى الناس: الحمد الله الذي أخرجه من بيننا انهض بنا إلى عدونا.

  رجع الكلام إلى خبر الحسن # قالوا: وخرج الحسن # في خمسة وعشرين ألفاً حتى نزل المدائن، فكتب معاوية اللعين إلى رؤوس من مع الحسن #: إن قيس بن سعد قد بايعني، وجعل يكتب إلى الرجل منهم: «أن لك أرض كذا وكذا»، حتى بايعوه، وثاروا على الحسن # ذات عشية، فطعنه رجل قيل: أسدي في جنبه طعنة، وقيل: في فخذه، ونهبوا ثقله، فثار إلى القصر الأبيض ليدخله فحصروه في بعض القصر، وكتبوا إلى معاوية أن اقدم، وقيل: إنه # سقط عن بغلته، وإنه أغمي عليه، وبقي في المدائن عشرة أيام، وقيل: أكثر، وتفرق عنه أصحابه، وغلب معاوية على الأمر، وكتب معاوية إلى الحسن #: إن قيس بن سعد قد بايعني، وإن أصحابك قد ثاروا عليك، فَلِمَ تقتل نفسك؟ هكذا رواه صاحب المنشورات عن الحجوري، وذكر أن الحسن # خطب أصحابه بعد أن ظهر له من أمرهم ما ظهر، وقد كاتبهم معاوية، وهم يكتمون منه، وينتظرون فرصة يثورون عليه، فقال فيها بعد أن حمد الله وأثنى عليه فقال: أما بعد، فوالله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمد الله ومنه وأنا أنصح خلقه لخلقه، وما أصبحت متحملاً على مسلم ضغينة⁣(⁣٢) ولا مريداً له بسوء ولا غائلة، ألا وإن ما تكرهون [في الجماعة]⁣(⁣٣) خير لكم مما تحبون في الفرقة، ألا وإني ناظر لكم خيراً [من نظركم]⁣(⁣٤)


(١) الودع بالتحريك: الجبان

(٢) في المخطوط: معتبة، وما أثبتناه من (المقاتل).

(٣) ما بين القوسين من (المقاتل).

(٤) ما بين القوسين من (المقاتل).