[فصل:] في إمامة الحسنين بعد أبيهما $
  بن سعد، ثم خطبهم فقال: أيها الناس، لا يهولنكم ولا يعظمن عليكم ما صنع هذا الرجل الوله الودع(١) يعني الجبان، ثم ساق في خطبته كلاماً له ذم عبيد الله وأبيه وأخيه، وأنهم لم يأتوا بيوم خير قط، فلا اعتداد ولا التفات إلى ما صنع الرجل، قال: فتنادى الناس: الحمد الله الذي أخرجه من بيننا انهض بنا إلى عدونا.
  رجع الكلام إلى خبر الحسن # قالوا: وخرج الحسن # في خمسة وعشرين ألفاً حتى نزل المدائن، فكتب معاوية اللعين إلى رؤوس من مع الحسن #: إن قيس بن سعد قد بايعني، وجعل يكتب إلى الرجل منهم: «أن لك أرض كذا وكذا»، حتى بايعوه، وثاروا على الحسن # ذات عشية، فطعنه رجل قيل: أسدي في جنبه طعنة، وقيل: في فخذه، ونهبوا ثقله، فثار إلى القصر الأبيض ليدخله فحصروه في بعض القصر، وكتبوا إلى معاوية أن اقدم، وقيل: إنه # سقط عن بغلته، وإنه أغمي عليه، وبقي في المدائن عشرة أيام، وقيل: أكثر، وتفرق عنه أصحابه، وغلب معاوية على الأمر، وكتب معاوية إلى الحسن #: إن قيس بن سعد قد بايعني، وإن أصحابك قد ثاروا عليك، فَلِمَ تقتل نفسك؟ هكذا رواه صاحب المنشورات عن الحجوري، وذكر أن الحسن # خطب أصحابه بعد أن ظهر له من أمرهم ما ظهر، وقد كاتبهم معاوية، وهم يكتمون منه، وينتظرون فرصة يثورون عليه، فقال فيها بعد أن حمد الله وأثنى عليه فقال: أما بعد، فوالله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمد الله ومنه وأنا أنصح خلقه لخلقه، وما أصبحت متحملاً على مسلم ضغينة(٢) ولا مريداً له بسوء ولا غائلة، ألا وإن ما تكرهون [في الجماعة](٣) خير لكم مما تحبون في الفرقة، ألا وإني ناظر لكم خيراً [من نظركم](٤)
(١) الودع بالتحريك: الجبان
(٢) في المخطوط: معتبة، وما أثبتناه من (المقاتل).
(٣) ما بين القوسين من (المقاتل).
(٤) ما بين القوسين من (المقاتل).