شروط الإمامة:
  الأشعرية: لا تبطل إمامته بالفسق الطاري بعد عقدها له مع كونه غير فاسق. وعن بعضهم: يصح العقد للفاسق، فلا تبطل إمامة الفاسق بأي حال، وهذا باطل قطعاً؛ لقوله تعالى: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، وقد جود الرازي في تفسيره والزمخشري الاستدلال بهذه الآية على بطلان إمامة الفاسق، قال: وكيف يصلح لها من لا يجوز حكمه وشهادته، ولا تجب طاعته، ولا يقبل خبره، ولا يقدم للصلاة. وعن ابن عيينة: لا يكون الظالم إماماً قط، وكيف يجوز نصب الظالم للإمامة والإمام إنما هو لكف الظلمة، فإذا نصب من كان ظالماً في نفسه فقد جاء المثل: من استرعى الذئب ظلم.
  قلت: ولله در المنصور بالله عبد الله بن حمزة @ حيث يقول في معنى ما ذكره الزمخشري:
  تجري شهادتُهُ في دانقٍ فيها ... قامَ المريضُ على المرضَى يُداويها
  إن الخلافةَ أمرٌ هائلٌ خَطِرٌ ... صَعبٌ مسالكها صَعبٌ مراقِيها
  وفي معنى ما قاله ابن عيينة قول لآخر:
  وما يستوي الممشى وما ثَمَّ منهجٌ ... وكيف يقوم الظلُّ والعودُ أَعوجُ
[الشرط الرابع عشر: أن يكون الإمام فاطمياً]:
  الشرط الرابع عشر: أن يكون الإمام فاطمياً، وهو أصل مسألة الفصل الذي عقد لأجلها.
  قال #: (فإن قيل: ما الذي يدل على ذلك؟) أي: على أن الإمامة محصورة في البطنين محظورة على من عدا أولاد السبطين، وعلى سائر ما ذكرتم من تلك الشروط (فقل: أما الذي يدل على الحصر) في البطنين دون من عداهم من سائر الناس فأدلة كثيرة، ذكر منها # دليلين، وسنذكر بعد ذلك ما سنح من غيرهما: