الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[مصير الكافرين إلى النار وخلودهم فيها أبدا]

صفحة 357 - الجزء 2

  الكافرين) وسيأتي الكلام في حد الكافر في فصل الإكفار إن شاء الله تعالى، (في جهنم العذاب الأليم) أي: المؤلم، كقوله: تحية بينهم ضرب وجيع، أي: موجع (وشراب الحميم) أي: الحار الشديد الحرارة (وشجرة الزقوم طعام الأثيم) قال في الكشاف: في شجرة ثلاث لغات: فتح الشين، وكسرها، وشيرة. والزقوم قال الرازي: قال الواحدي: لم يذكر المفسرون للزقوم تفسيراً إلا الكلبي فإنه روى أنه لما نزلت هذه الآية قال ابن الزبعري: أكثر الله في بيوتكم الزقوم، فإن أهل اليمن يسمون التمر والزبد بالزقوم [فقال أبو جهل لجاريته: زقمينا فأتته بزبد وتمر وقال: تزقموا ثم قال الواحدي ومعلوم أن الله لم يرد بالزقوم]⁣(⁣١) هاهنا الزبد والتمر. قال ابن دريد: لم يكن للزقوم اشتقاق من التزقم وهو الإفراط من أكل الشيء حتى يكره ذلك، يقال: بات فلان يتزقم، وظاهر لفظ القرآن يدل على أنها شجرة كريهة الطعم، منتنة الرائحة، شديدة الخشونة، موصوفة بصافات، كل من تناولها عظم من تناولها، ثم إن الله تعالى يكره أهل النار على تناول بعض أجزائها. انتهى، وفي تفسير أبي السعود: والزقوم: اسم شجرة صغيرة الورق ذفرة مُرَّة كريهة الرائحة تكون في تهامة، سميت به الشجرة الموصوفة. والأثيم: فعيل مبالغة في فاعل، أي: كثير الإثم - وصف سبحانه وتعالى هذه الشجرة بأوصاف كلها مهيلة، منها قوله: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ}⁣[الصافات ٦٤] أي: منبتها في قعر جهنم، وأغصانها ترتفع إلى درجاتها كما في أبي السعود، وفي الكشاف والرازي: إلى دركاتها، والمعنى واحد، إلا أن الدركات تستعمل خاصة في الشر، والدرجات في الخير أو الشر، وهذا يدل على عظمها، ومنها قوله: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}⁣[الصافات ٦٥]، وهذا يدل على كراهة منظرها بالقبح والهول. والطلع: أول التمر، ثم يصير خلالًا ثم بلحًا


(١) ما بين المعقوفين من (تفسير الرازي).