[مصير الكافرين إلى النار وخلودهم فيها أبدا]
  العكس؛ لقوله تعالى: {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ}[محمد ١٥]، ليكون من باب التنبيه على انتفاء الأعلى بانتفاء الأدنى، ولم يذكر في الكشاف فرقاً بينهما، قال فيه: يقال: أسِنَ الماء وأجِنَ، إذا تغير طعمه وريحه. ومثل ما ذكره شيخنا ذكره صاحب المصباح، لكن كلام الله تعالى يجب أن يحمل على أبلغ الوجوه وأفصحها، (وملابسها الفاخرة) من سندس وإستبرق، (وزوجاتها الحسان) جمع حسناء، وهي ذات الحسن (الطاهرة) عن الأدناس والأقذار كالفضلات الرديئة كدم الحيض ونحوه، والمخاط وغير ذلك مما هو شأن أهل الدنيا، فأزواج أهل الجنة مطهرات أي: منزهات عن أن يكون بهن شيء من ذلك، وهو يعم الأزواج التي خلقها الله تعالى لهم من الحور العين، وأزواجهم المؤمنات التي كانت معهم في الدنيا، فتصير الواحدة منهن كإحدى الحور العين، قال الله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}[الزخرف ٧٠]، وقد ورد في السنة ما يدل عليه، والغرض الاختصار، (والبهية) من البهاء، وهو شدة الإنارة (الناضرة) من النضارة، وهي الحسن، قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}[القيامة ٢٢]، أي: حسنة ذات حسن وجمال (ونحو ذلك مما بينه الله تعالى) من أوصاف الجنة (في كتابه المجيد) وعلى لسان نبيه الصادق ÷، ولو لم يكن من وصفها إلا قوله تعالى: {وَلكم فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[الزخرف ٧١]، وقوله ÷: «فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خَطَرَ على قلب بشر» لكفى. (وهو حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).
  فهذا هو الكلام على المسألة الأولى من مسائل الوعد والوعيد، وهي مسألة مصير المؤمنين إلى الجنة وخلودهم فيها أبداً، وهي معلومة من الدين ضرورة.
[مصير الكافرين إلى النار وخلودهم فيها أبداً]:
  المسألة الثانية أشار إليها # بقوله: (وأدين الله بأنه لابد من عقاب