سورة الفرقان
  دائماً وأبداً.
  {قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يخبر المشركين(١) ألّا يظنوا أنهم قد نالوا المنازل الرفيعة عنده، وأنهم من أهل الكرامة لديه عندما لم يعجل بتعذيبهم والانتقام منهم، فهو غير مبال بهم.
  {لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ}(٢) وأن إبقاءه لكم في الدنيا وإمهاله إنما هو لإكمال الحجة عليكم، بدعوته لكم على ألسنة رسله À.
  {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} فقد استوجبتم عذابه وسخطه.
  {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ٧٧} وأن العذاب نازل بكم لا محالة أيها المشركون، ولا بد أن يعذبكم الله تعالى، ومعنى «لزاماً» واقعاً عليكم لا محالة.
  * * * * *
(١) سؤال: من أين نأخذ أن الخطاب للمشركين خاصة؟
الجواب: نأخذ ذلك من قوله: {مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي} أي: لا يبالي بكم، ومن قوله: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ}، والمكذبون يومئذ هم المشركون.
(٢) سؤال: من فضلكم أين جواب {لَوْلَا} هنا؟ وكذا أين اسم {يَكُونُ}؟ وما قرينته؟
الجواب: جواب «لولا» محذوف لتقدم ما يدل عليه، أي: لولا دعاؤكم لم تكونوا شيئاً يؤبه له. واسم «يكون» مستتر تقديره: يكون العذاب لزاماً، والقرينة الدالة عليه قوله: {مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي} وقوله: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ}؛ فإن ذلك يكاد أن ينطق به.