محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة التكوير

صفحة 602 - الجزء 4

سورة التكوير

  

  {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ١ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ٢ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ٣ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ٤ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ٥ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ٦ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ٧} أخبر الله سبحانه وتعالى هنا عباده عن علامات الساعة وأماراتها فذكر تعالى أنه سيلف نور الشمس ويمحو ضوءها ونورها حتى تصير سوداء مظلمة، وكذلك النجوم سينطفئ نورها وضوءها، والجبال سيفجرها الله سبحانه وتعالى وينسفها حتى تصير كالغبار المتطاير.

  وسينشغل الناس عما يقتنونه من المركوبات وغيرها، وسيهملونها ويتركونها⁣(⁣١) من هول وشدة ما هم مقبلون عليه، والوحوش في ذلك اليوم ستخرج⁣(⁣٢) من مخابئها فزعة مرعوبة وهاربة مما تسمعه من أصوات القيامة وأهوالها، والبحار ستتفجر بدلاً عن الماء ناراً تتطاير في الهواء، وسيرد الله تعالى أرواح⁣(⁣٣) الخلق إلى


(١) سؤال: فضلاً هل هذا بالقياس على العشار (النوق الحوامل) أم أنكم ترون تناول اللفظ لجميع المركوبات؟

الجواب: العشار خاص بالنوق الحوامل التي هي أنفس أموالهم؛ فإذا تركوها فبالأولى أن يتركوا غيرها.

(٢) سؤال: هل يصح أن يحمل حشر الوحوش على خلقها وإعادتها لإحضارها المحشر كما في قوله: {إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ...}⁣[الأنعام: ٣٨]؟

الجواب: المراد هنا في الدنيا عند حدوث أهوال القيامة وأفزاعها هكذا في تفسير أهل البيت $، ثم إنها بعد ذلك ستحشر عند حشر الناس وتبعث كما يبعث الناس، فالست الآيات الأول هن في الدنيا أي: في أول خراب الكون، وما بعدها هو عند البعث.

(٣) سؤال: هل يتنافى إرجاع الأرواح إلى الأجساد عند البعث مع إمكان إرجاعها إلى الأجساد لتتعذب في قبورها أو تتنعم بما تشاهد من النعيم؟

الجواب: لا منافاة لأن المقصود هنا زوجت للبعث والحساب والجزاء.