سورة قريش
  سيظهر أمره ودينه، ويدحر المشركين ويظهره عليهم، وأنه لن يتركه فقال له ربه: ألم تنظر يا محمد كيف دحر الله تعالى أصحاب الفيل وهم إبرهة الحبشي وقومه الذين أغاروا على مكة مريدين هدم الكعبة المشرفة عام مولد النبي ÷ ولكن الله خيب مسعاهم، وردهم عن بيته الحرام، وأبطل كيدهم، وما أجلبوا به من القوة والعدد، وأرسل أسراباً من الطير عليهم تحمل حجارة من طين مستحجر فرمتهم بتلك الحجارة فقتلتهم عن بكرة أبيهم، وتركتهم كأعواد الذرة التي أكلتها الحيوانات وداستها بأقدامها.
  * * * * *
سورة قريش
  
  {لِإِيلَافِ(١) قُرَيْشٍ ١ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ٢ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا
= داسته الأنعام؟ أم لا؟
الجواب: ووجه الشبه بين العصف وأصحاب الفيل هو تفرقهم وتناثرهم مع قرب بعضهم من بعض، ودليل هذا قول الله تعالى في سورة القمر: {فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ٣١}، وهشيم المحتظر هو ما تكسر من قصب الزرع عند بناء حظيرة للدواب، فقد كانوا يبنون الحظيرة بقصب الزرع مع سيقان الشجر أي: أنهم يثبتون سيقان الشجر في الأركان وبين كل ركنين تثبيتاً محكماً ثم يسدون الفرج بقصب الزرع، ويربطون القصب بحبال في سيقان الشجر، فيتكسر الكثير من القصب ويتناثر عند الحظيرة، وهكذا رأيتهم يفعلون في بعض بوادي صعدة. ووجه الشبه في هذا واضح، أما حمل العصف على التبن فلم يتضح وجه الشبه.
(١) سؤال: ظاهر كلامكم أن الجار والمجرور «لإيلاف» متعلق بيعبدوا فهل يصح ذلك ولو كان بعد الفاء؟ أم أن له عاملاً آخر فما هو؟ وما نوع اسمية «إيلاف»؟ ومم أخذت واشتقت؟ وما إعراب «إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت»؟
الجواب: قد أجاز ذلك أي: تعلق «لإيلاف» بقوله: «فليعبدوا» الزمخشري، ونسب إلى الخليل والبصريين، و «إيلاف» مصدر وأصله من: أَلِفَ يألف، وهي العادة المألوفة، وإيلافهم بدل من =