محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الماعون

صفحة 677 - الجزء 4

  الْبَيْتِ ٣ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ٤} دعا الله سبحانه وتعالى قريشاً إلى الإيمان به وإلى عبادته وإلى شكر نعمته التي اختصهم بها من دون الناس جميعاً، وذلك حيث آمنهم في أسفارهم إلى الشام في الصيف وإلى اليمن في الشتاء وإلى حيثما شاءوا لا يتعرض لهم أحد بسوء أو مكروه؛ لأنهم أهل الله وأهل البيت الحرام، فهم من دون الناس أهل غنى وثراء بسبب أمنهم وتهيئة أسفارهم وتجاراتهم. ومعنى «لإيلاف قريش»: لأجل عادتهم المألوفة التي هي السفر ف يالشتاء والصيف.

  * * * * *

سورة الماعون

  

  {أَرَأَيْتَ⁣(⁣١) الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ١ فَذَلِكَ⁣(⁣٢) الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ٢ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ٣ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ⁣(⁣٣) ٤ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ٥


= إيلاف قريش. «رحلة الشتاء والصيف» رحلة: مفعول به لإيلافهم، والشتاء: مضاف إليه.

(١) سؤال: هل يصح حمل «أرأيت» على أخبرني كما في مواضع كثيرة من القرآن الكريم أم لا؟

الجواب: المعنى والسياق يفيد بأن «أرأيت» بمعنى: أعرفت ورأيت يا محمد، فإن كنت لم تره ولم تعرفه فهذا الذي يدع ... إلخ.

(٢) سؤال: ما معنى الفاء هنا؟ وما ضابطها؟ وما تعني في قوله: «فويل للمصلين»؟

الجواب: الفاء هي الفصيحة أي: إن كنت لا تعرفه فهو ذلك الذي ... ، ومعرفة الفصيحة من غيرها إنما تكون من السياق، والفاء في قوله: «فويل للمصلين» هي الفصيحة أيضاً والتقدير: إذا عرفت ذلك فالساهون عن الصلاة المضيعون لها أحق بالويل.

(٣) سؤال: ما الوجه في إطلاق وصف المصلين عليهم وهم يفرطون في بعض فروضها؟

الجواب: سماهم الله مصلين كما سماهم مؤمنين - أي: المنافقين - في كثير من آيات القرآن؛ لأنهم يصلون رياء فإن كانوا في غفلة عن أعين المؤمنين تركوا الصلاة {وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ٥٤}⁣[التوبة]، فالتسمية هي بحسب ظاهرهم.