فِي عِبَادِي ٢٩ وَادْخُلِي جَنَّتِي ٣٠} أما⁣^(⁣١) النفس المطمئنة بالإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر، والتي قد عملت الأعمال الصالحة فإنها ستلقى من ثواب الله تعالى ما يرضيها في ظل رضوان الله تعالى، وستناديها⁣^(⁣٢) الملائكة نداء تكريم بالدخول مع عباد الله الصالحين في جنات النعيم.

  * * * * *

سورة البلد

  {لَا⁣^(⁣٣) أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ١ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ٢ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ٣ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ٤} أقسم الله سبحانه وتعالى بالبلد الحرام وهي مكة التي يأمن فيها كل خائف حتى الطير والوحش، وأما أنت⁣^(⁣٤) يا محمد فقد استحل

(١) سؤال: فضلاً ما الذي يدلنا على هذا التفصيل؟

الجواب: ذكر الله تعالى في آخر هذه السورة عذاب الكافر في يوم دك الأرض ... ثم عقبه بذكر جزاء المؤمن المطمئن قلبه بالإيمان وهذا تفصيل لما يحدث يوم القيامة بالناس عموماً.

(٢) سؤال: هل يمكن أن نحمله على أنه من الله سبحانه لقوله «عبادي، وجنتي»؟ وما الذي تفيدنا الفاء في قوله: «فادخلي»؟ وهل المعية المستفادة من قوله: «في عبادي» من باب الحقيقة أم المجاز؟

الجواب: لا مانع من أن يكلمهم الله تعالى بأن يخلق كلاماً يسمعونه من غير واسطة الملائكة إلا أن آيات كثيرة تدل على أن الملائكة هم الذين يتولون أمر الحساب والجزاء وتكريم أهل الجنة: {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ٧٣}⁣[الزمر]، والفاء في قوله: «فادخلي» عاطفة، وجملة «ادخلي» معطوفة على جملة «ارجعي ..». «في ..» ظرفية مجازية أي: أنه شبه جماعة عباد الله وجملتهم بالظرف المكاني فاستعار «في» استعارة تبعية.

(٣) سؤال: ما وجه زيادة «لا» هنا مع أنها قد تفهم عكس المعنى في ظاهرها خصوصاً للعامي ونحوه؟

الجواب: الوجه في زيادة «لا» في هذا الموضع ونحوه هو تأكيد القسم ولا يترتب على فهم من يفهم العكس فساد أو خلل، فقد ذهب بعض العلماء إلى القول بأن «لا» نافية.

(٤) سؤال: فما يكون إعراب الجملة على هذا المعنى؟ وهل تحتمل معنى آخر فما هو؟ أم لا تحتمل غيره؟

الجواب: جملة: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ٢} في محل نصب حال أي: حال كونك حلال في هذا البلد لم يراع فيك المشركون حرمة البلد الحرام، وتعريف المسند «أنت حل» أي: لا غيرك من =