سورة الأنفال
سورة الأنفال
  
  {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ} الأنفال هي الغنائم. سأل المسلمون النبي ÷ عنها، وذلك يوم بدر اختلف المسلمون فيما بينهم؛ وكانوا قد انقسموا قسمين: فقسم مكثوا بجنب النبي ÷ ليحموا ظهره، وقسم في مواجهة العدو يقاتلون، فقال هؤلاء الذين في وجه العدو: نحن الذين قتلنا وأسرنا وغنمنا، فما غنمناه فهو لنا، وقال الآخرون: قد حمينا الرسول ÷ وحرسناه من العدو، فلنا نصيب فيها، فاختلفوا وتنازعوا فيما بينهم، فذهبوا إلى النبي ÷ محتكمين إليه في شأن الغنيمة التي غنموها، فنزلت هذه الآية.
  {قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ} ما حصل من الغنائم فهو لله سبحانه وتعالى وللرسول يضعها النبي ÷ حيثما شاء، ولا شأن لكم بها(١).
  {فَاتَّقُوا اللّهَ} اتركوا طلب شيء ليس لكم، واعلموا أنها للنبي ÷ يضعها حيث يشاء.
(١) سؤال: يقال: كيف لا شأن لهم بها، وقد جعل الله لهم أربعة أخماسها؟ أم أن هناك ترتباً في النزول بين هذه الآية وآية الخمس؟ وكيف يجمع بينهما؟
الجواب: هناك ترتب في النزول، فأول ما نزل في المغانم هذه الآية، والدليل على ذلك: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ} ولو كان حكمها قد نزل لما سألوا، وفي هذه الآية جعل الله أمر الأنفال وقسمتها إلى الرسول ÷ يقسمها على حسب ما يرى. ويمكن أن يقال: إن الله تعالى جعل لرسوله ÷ أن يتصرف في قسمة المغانم كيفما شاء، وإن حقه هذا مقدم على حق الغانمين في أربعة أخماسها، ودليل ذلك: ما اشتهر أن النبي ÷ قسم غنائم حنين في كبار قريش فوجدت الأنصار مما فعل رسول الله ÷ فأثنى عليهم ودعا لهم فرضوا وزال ما في نفوسهم، والقصة مشهورة.