محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة العلق

صفحة 657 - الجزء 4

  {فَمَا يُكَذِّبُكَ⁣(⁣١) بَعْدُ بِالدِّينِ ٧ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ٨} بعدما ظهرت حجتك يا محمد وانتشر الحق لا يكذبك أحد بيوم الجزاء؛ لأن الحق قد قهرهم ودلائل الحجة قد ظهرت بينهم، وربك يا محمد هو أحكم الحاكمين فقد أظهر الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون.

  * * * * *

سورة العلق

  

  {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ⁣(⁣٢) الْإِنْسَانَ مِنْ⁣(⁣٣) عَلَقٍ ٢ اقْرَأْ وَرَبُّكَ(⁣٤)


(١) سؤال: ما الوجه في حذف فاعل «يكذبك» هنا وهو عمدة؟ وهل تحتمل «ما» وجهاً آخر غير النفي أم لا؟ وما إعراب «بعد»؟ وهل «بالدين» في موضع المفعول الثاني ليكذب؟ إن كان فهل يلزم له مفعول ثان أم كيف؟ وإلا فما موضعه؟

الجواب: حذف الفاعل للعلم به مع عدم الداعي لذكره، فالمعنى مسوق على أنه لا يقع تكذيب للنبي ÷ بعد ذلك البيان، وتحتمل «ما» أن تكون استفهامية للإنكار والتعجب، والمعنى على النفي، وقد تكون الباء بمعنى «في» أو سببية، وتتعلق على الوجهين بالفعل «يكذبك» أي: في الدين أو بسبب الدين، ولا يلزم للفعل مفعول به ثانٍ فالفعل يتعدى لمفعول واحد.

(٢) سؤال: فضلاً ما موضع هذه الجملة؟

الجواب: تحتمل وجهين من الإعراب:

- أن تكون بدلاً من جملة الصلة «الذي خلق ..» إذا قدرنا خلق كل شيء فيكون البدل للتخصيص.

- أو تكون الجملة استئنافاً بيانياً في جواب سؤال مقدر.

(٣) سؤال: ما معنى «من» هذه؟

الجواب: هي لابتداء الغاية أي: أن بدء خلق الإنسان كان من علق أي: من دم متجمد.

(٤) سؤال: ما محل هذه الجملة من الإعراب؟ وما ينبني على ذلك من معنى؟

الجواب: جملة «وربك الأكرم» في محل نصب حال من فاعل «اقرأ» ويؤخذ من ذلك:

=