سورة الزمر
سورة الزمر
  
  {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ١} كان المشركون يقولون: إن ما جاءهم به محمد من القرآن ليس كلام الله تعالى، وإنه إنما كان يكتتبه من عند بعض أهل العلم الأول، وكان بعضهم يقول: إنه إنما افتراه واختلقه من عند نفسه فرد الله سبحانه وتعالى عليهم - ما يدعونه على نبيه ÷ - بأنه كلامٌ مُنَزَّل(١) من عند الله سبحانه وتعالى على نبيه ÷؛ ليبلغه المشركين وينذرهم بآياته، وأنه كلام الله العزيز الغالب، أنزله بعلمه وحكمته.
  {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} وهو كلام الله تعالى أنزله متلبساً بالحق والصدق، سليماً من التناقض والاختلاف.
  {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ٢} فلا يصدنك تكذيبهم عن عبادة الله سبحانه وتعالى، ومواصلة تبليغ رسالة ربك، ولا تفتر عزيمتك، واصبر على عبادة الله تعالى وحده، وعلى القيام بما كلفك ربك به من الدعوة إليه وإلى عبادته وحده.
  {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} فالله سبحانه وتعالى هو الذي يستحق العبادة(٢) وحده، وأما الذين يعبدونهم من دونه فلا يستحقون العبادة ولا يتصفون بشيء من صفات الجلال والكمال.
  {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}(٣)
(١) سؤال: فهل قوله: «تنزيل الكتاب» مبتدأ، والجار والمجرور «من الله» متعلق بمحذوف خبره؟
الجواب: نعم هو كذلك.
(٢) سؤال: تكرماً هل هناك قرائن على أن الدين هنا بمعنى العبادة، فما هي؟
الجواب: القرينة هي تقدم قوله: {فَاعْبُدِ اللَّهَ}.
(٣) سؤال: من فضلكم أزيلوا ما يشكل علينا من تركيب ونظم هذه الآية فقد كان من حقها أن يقول: «ما يعبدونهم» بضمير الغيبة لا المتكلم، إلا على تقدير الفعل «يقولون» فيكون هو الخبر، =