محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحاقة

صفحة 500 - الجزء 4

سورة الحاقة

  

  {الْحَاقَّةُ ١ مَا الْحَاقَّةُ ٢ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ٣}⁣(⁣١) الحاقة: هي القيامة؛ لأنها حق واقع لا محالة كما وعد الله، وسيحق فيها الحق من الحساب والجزاء، وفي الاستفهام عنها من التفخيم والتعظيم ما ينبئ أنها أمر هائل عظيم سيحل بأهل السماوات والأرض.

  {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ⁣(⁣٢) بِالْقَارِعَةِ ٤ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ٥ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ⁣(⁣٣) عَاتِيَةٍ ٦ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا⁣(⁣٤) فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ٧ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ


(١) سؤال: ما هو الفعل الذي اشتقت منه الحاقة؟

الجواب: الحاقة اسم فاعل من حق يحق حقاً فهو حاق للمذكر وحاقة للمؤنث.

(٢) سؤال: ما السر في صرف «عاد» وعدم صرف «ثمود»؟

الجواب: صرف «عاد» لكونه ثلاثياً ساكن الوسط فصرف لخفته، ولم يصرف «ثمود» لأنه اسم للبلدة سميت باسم جدهم، ففيه العلمية والتأنيث، وهو على تأويل: فأما أهل ثمود. والله أعلم.

(٣) سؤال: ما نوع اسمية «صرصر»؟ وما زنتها؟

الجواب: صرصر: اسم للريح الشديدة، وهي صفة مشبهة من الصر وهو البرد، أو من صرّ بمعنى: صَوَّت وصاح شديداً من باب ضرب.

(٤) سؤال: فضلاً ما إعراب {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}؟ وما الذي نستفيده منها بالنسبة لليالي والأيام؟ وما إعراب «فهل ترى لهم من باقية»؟ وما الوجه في تأنيث «باقية»؟

الجواب: «سبع ليال» ظرف زمان لسخرها، «وثمانية أيام» معطوف على سبع ليال، «حسوماً» نعت لسبع ليال وثمانية ..، ويجوز أن يكون «حسوماً» حال من مفعول سخرها.

ويؤخذ من ذلك: أن الليل اسم للوقت المعروف الذي أوله غروب الشمس وآخره طلوع الفجر، واليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فلا يدخل أحدهما في مسمى الآخر، هذا هو المعنى الحقيقي لليوم والليلة بدليل ما ذكر هنا، وشواهد هذا كثيرة من القرآن نحو: {وَاللَّيْلِ إِذَا =