محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المنافقون

صفحة 433 - الجزء 4

سورة المنافقون

  

  {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ⁣(⁣١) يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١}⁣(⁣٢) يطلع الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ على كذب المنافقين ومراوغتهم، وكيف يشهدون في وجهه بالنبوة، وقلوبهم كافرة بنبوته ÷.

  {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} وكيف يقسمون للنبي ÷ بالأيمان المغلظة والفاجرة ليعتذروا بها عنده ÷، مما اتُّهِمُوا به من الكفر، وليتحصنوا بها من سيوف المسلمين، غير مبالين بكذبهم على الله تعالى وعلى رسوله.

  {فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} يخذلون الناس عن الدين وعن نصرة النبي ÷، ويرجفون بين صفوف المسلمين، ويبثون الرعب والفزع بينهم بما يهولون به عليهم من الأخبار الكاذبة.


(١) سؤال: ما محل هذه الجملة؟ وكذا جملة: «والله يشهد إن المنافقين ..»؟

الجواب: جملة «والله يعلم إنك لرسوله» لا محل لها معترضة وجملة: «والله يشهد إن المنافقين لكاذبون» معطوفة على جملة: «يشهد إنك لرسول الله».

(٢) سؤال: هل التكذيب وارد على شهادتهم أم أنه باعتبار القول كما هو الظاهر؟ وهل يستنبط من ذلك قوة رأي بعض علمائنا أن الخبر قد يكون كذباً لمخالفته للواقع ولا يسمى صاحبه كاذباً لعدم مخالفته لاعتقاده والعكس كما في الآية، أم كيف؟

الجواب: التكذيب للمنافقين وارد على شهادتهم أي: على قولهم «نشهد ..» حيث أن الشهادة لا تكون إلا عن علم محقق فقالوا: نشهد والواقع أن قلوبهم غير شاهدة بما نطقت به ألسنتهم؛ لذلك قال الله بعدها: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ}.

وما ذكره بعض أئمتنا قوي من حيث الشرع فالخطأ معفو عنه فلا تلحقه أحكامه التي منها ذمه بإطلاق اسم الكاذب عليه ووصفه بالكذب.