محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البروج

صفحة 619 - الجزء 4

  الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ٢٥}⁣(⁣١) فما لهم لا يؤمنون بعد معرفتهم لهذه الآيات الدالة على قدرته تعالى، وأي شيء يمنعهم من الإيمان باليوم الآخر بعدما بصرهم الله سبحانه وتعالى آيات قدرته على لسان نبيه ÷ وفي كتابه، وما لهم لا يتواضعون لله تعالى عند سماعهم لآيات القرآن الدالة على عظمة الله تعالى وقدرته.

  والذي منعهم من الإيمان هو عنادهم وشدة تكبرهم بعد معرفتهم واستيقانهم بآيات الله سبحانه وتعالى، ولا يظنون أنه غافل عنهم بل قد أحصى أعمالهم صغيرها وكبيرها، فأخبرهم يا محمد بما قد أعد الله سبحانه وتعالى لهم من العذاب الأليم جزاءً على تكذيبهم وكفرهم. ومعنى «بما يوعون»: يجمعون في ضمائرهم.

  أما المؤمنون الذين يعملون الصالحات فلهم عند الله تعالى ثواب وأجر عظيم لا ينقطع أو يزول.

  * * * * *

سورة البروج

  

  {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ١ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ٢ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ٣} أقسم الله سبحانه وتعالى بالسماء ذات الكواكب والنجوم ليلفت أنظارنا بهذا القسم إلى النظر والتفكر في السماء وما فيها من الآيات العظيمة الدالة على عظمته وقدرته.

  والبروج: هي منازل الكواكب وطرقها التي تسير فيها. واليوم الموعود: هو يوم


(١) سؤال: إذا كان الاستثناء منقطعاً بمعنى «لكن» في قوله: «إلا الذين آمنوا» فهل يصح أن نجعل «الذين» مستثنى فما محل جملة «لهم أجر غير ممنون»؟ وإن جعلناه مبتدأ فما هي الفاء الداخلة على «لهم أجر» في غير هذا الموضع كما في سورة التين وغيرها؟

الجواب: إذا جعلنا «الذين» مستثنى منقطعاً كانت الجملة بعده استئنافاً بيانياً، وإذا جعلناه مبتدأ كانت الفاء رابطة لتضمن الموصول معنى الشرط، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.