محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة طه

صفحة 570 - الجزء 2

سورة طه

  

  {طه ١ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ٢} يحتمل أن يكون اسماً للنبي ÷(⁣١)، ويحتمل أن يكون من الحروف المقطعة التي يبتدأ بها السور كـ (الم - والر).

  أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أنه لم ينزل عليه القرآن ليتعب نفسه ويجهدها في ملاحقة قريش ليؤمنوا؛ وقد كاد ÷ أن يهلك نفسه حزناً وحسرة وتعباً في ملاحقة قريش؛ شفقة عليهم أن يلحقهم عذاب الله تعالى وسخطه، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يخفف على نبيه ÷ تعبه ذلك رحمة به وشفقة عليه.

  {إِلَّا⁣(⁣٢) تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ٣}⁣(⁣٣) وأخبره أنه لم ينزله عليه إلا ليذكرهم به فقط، فإذا علموه فمن أراد أن يؤمن فقد أنقذ نفسه، ومن أبى فحسابه على الله وقد


(١) سؤال: قد يقال: إذا كان اسماً للنبي ÷ فلماذا لم يُبْنَ على الضم؟

الجواب: المراد أنه يحتمل أن يكون اسماً للنبي ÷ من اسمين من أسماء الحروف الهجائية فيكون مثل «حم» و «الر».

(٢) سؤال: مم هذا الاستثناء؟

الجواب: الاستثناء منقطع بمعنى «لكن».

(٣) سؤال: يقال: ظاهر الآية أنه لا يلزم التذكير إلا لأهل الخشية ومن ظُن فيه التأثير: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ٤٥}⁣[ق]، فهل يعمل به أم لا؟ فما هي العلة؟

الجواب: الظاهر غير معمول به بالنسبة للنبي ÷، بل يلزم التذكير لأهل الخشية ولغيرهم وإنما ذكر أهل الخشية لأنهم المنتفعون بالذكرى، والدليل أن رسول الله ÷ مأمور بتبليغ ما أرسل به من الذكر الحكيم للناس جميعاً أهل الخشية وغيرهم، وكم في القرآن الكريم من أوامر للنبي ÷ بأن يقول للمشركين مثل: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}⁣[يونس: ١٠١]، {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ١٣}⁣[فصلت].