سورة التين
  الآفاق، وشهرنا أمرك والثناء عليك في البلدان، فاصبر يا محمد على ما أنت فيه وأصحابك من البلاء والشدائد فسيعقب ذلك البلاء وتلك الشدائد اليسر(١) والفرج والرخاء والأمن والسلطان والغلبة، فانتظر حتى يأتي الله تعالى بالفرج، والجأ إلى الله تعالى بالدعاء وارغب إليه بالعبادة والطاعة فيما أمرك به.
  * * * * *
سورة التين
  
  {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ١ وَطُورِ سِينِينَ ٢ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ(٢) ٣ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ٤ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ(٣) ٥ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا
(١) سؤال: ما هو الوجه فيما قالوه إن اليسر في الآية الثانية غير اليسر في الأولى مع ظهور التوكيد في الآية الثانية؟
الجواب: الوجه هو كون اليسر جاء منكراً فيكون الثاني غير الأول، والأصل عدم التأكيد، بخلاف العسر فإن التعريف بالألف واللام دليل على أن الثاني هو الأول.
(٢) سؤال: إذا كانت من الأمن فما نوع اسميتها؟
الجواب: «الأمين» مأخوذ من: أمُنَ بضم الميم أمانَةً فهو أمين، وجمعه إمان، ككريم وكرام، وأمين بمعنى: آمن. أو هو مأخوذ من: أَمِنَه المتعدي إلى المفعول به فيكون بمعنى: مأمون فيه أي: يأمن فيه الناس وغيرهم.
(٣) سؤال: ما إعراب «أسفل سافلين»؟ وهل تقصدون أن الله رده إلى النار لسوء اختياره فما الوجه في ذلك؟ وهل يصح حملها على أرذل العمر وهرم الشيخوخة ليوافق الآية التي قبله ويكون الاستثناء منقطعاً في قوله: «إلا الذين آمنوا ..» أم لا ترونه مناسباً؟
الجواب: «أسفل» ظرف مكان متعلق بـ «رددناه» أي: مكاناً أسفل، أو حال من ضمير المفعول، «وأسفل» مضاف إلى سافلين، والوجه فيما ذكرنا في تفسير أسفل سافلين قوله تعالى بعد ذلك: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ٦} أي: غير مقطوع أي: أنه الأجر والثواب يوم القيامة في جنات النعيم، فإن ذلك يدل على أن أسفل سافلين وعيد =