محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة فاطر

صفحة 503 - الجزء 3

سورة فاطر

  

  {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} الله سبحانه وتعالى هو وحده المختص بالحمد والثناء؛ لأنه المتفرد بخلق السماوات والأرض وما بينهما، فهو الذي يستحق الحمد دون تلك المعبودات من دونه التي لا تستطيع أن تخلق شيئاً.

  {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا} ثم وصف نفسه بهذا الوصف لينبه عباده على نعمة هدايتهم بما قد أرسل إليهم من الملائكة التي تنزل بوحي الله سبحانه وتعالى إلى الأنبياء الذين يبلغونهم رسالات ربهم، وما فيه نجاتهم وهدايتهم.

  {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١}⁣(⁣١) ثم وصف الله سبحانه وتعالى هذه الملائكة بأنه قد جعل لها الأجنحة التي تحملها وتطير بها، وأنه قد جعل لبعضها جناحين اثنين وبعضها ثلاثة أجنحة وبعضها أربعة، وبعضها أكثر من ذلك وكل ذلك على حسب ما تقتضيه الحكمة.

  {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا}⁣(⁣٢) ثم أخبر الله سبحانه


(١) سؤال: فضلاً لو أعربتم: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}؟ وما موضع الجملة: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ

الجواب: «جاعل الملائكة» صفة لله، والإضافة حقيقية لأنها بمعنى الماضي. «رسلاً» مفعول به ثان لجاعل، أو حال إذا قلنا: إن جاعل بمعنى خالق، ومذهب الكسائي هو عمل اسم الفاعل مطلقاً. «أولي» صفة لرسلاً. «مثنى» صفة لأجنحة. و «ثلاث ورباع» معطوف على مثنى. و «يزيد في الخلق ...» لا محل لها من الإعراب لأنها مستأنفة.

(٢) سؤال: ما معنى «ما» في قوله: «ما يفتح»؟ وما إعرابها وعملها؟ وهل «من» الداخلة على رحمة زائدة أم لا فما معناها؟

الجواب: «ما» اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به ليفتح. و «يفتح» مجزوم بما. و «من» بيانية أصلية وليست زائدة، وهي ومدخولها متعلقات بمحذوف في محل نصب على الحال من «ما»، وصح لما في «ما» من العموم والإبهام.