محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة لقمان

صفحة 385 - الجزء 3

سورة لقمان

  

  {الم ١ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ٢} أشار الله سبحانه وتعالى إلى أن هذه الآيات التي سيتلوها عليهم في هذه السورة هي من آيات الكتاب الذي قد أحكمت آياته وسلمت من كل زيغ أو تحريف أو تناقض أو اختلاف.

  {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ٣}⁣(⁣١) وهذا الكتاب الحكيم قد اشتمل على هداهم وطريق نجاتهم، غير أنه لا ينتفع بآيات الكتاب الحكيم ولا يهتدي بهداه، ولا يأخذ بأسباب الرحمة إلا المحسنون.

  ثم وصف الله سبحانه وتعالى المحسنين فقال: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ٤}⁣(⁣٢) فهؤلاء الذين هذه صفتهم من المحافظة على أداء ما افترض الله عليهم من الواجبات والإيمان الصادق بالآخرة وما فيها هم الذين يستضيئون بنوره، ويهتدون بهديه.

  {أُولَئِكَ⁣(⁣٣) عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٥} وهم الذين سيفوزون برضوان الله تعالى، ويظفرون بثوابه في الدنيا والآخرة.


(١) سؤال: ما إعراب: «هدى ورحمة»؟

الجواب: يعربان حالاً من آيات الكتاب، والعامل ما في الإشارة من معنى الفعل.

(٢) سؤال: يقال: كيف جُعِلَت إقامة الصلاة و ... و ... إلخ من الإحسان؟

الجواب: من عمل ما أوجب الله عليه كما ينبغي فهو محسن، وهذا من قوله: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}⁣[الملك: ٢].

(٣) سؤال: ما السر في استخدام إشارة البعيد؟

الجواب: ليشير بذلك إلى بعد منزلتهم في الفضل.