سورة الحشر
سورة الحشر
  
  {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١} كل ما خلقه الله سبحانه وتعالى في السماوات والأرض فهو يشهد له بالربوبية والعلم والحكمة والقدرة، وتنزهه عن الشريك والمثيل، وما في كل ذلك من الإتقان والإبداع آية ناطقة بذلك.
  والله تعالى هو العزيز الغالب الحكيم الذي لا يظلم العباد ولا يفعل الفساد وأفعاله كلها حسنة مبنية على الحكمة.
  {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ(١) أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ(٢) اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ ٢} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه هو الذي أخرج بقوته وقدرته بني النضير من ديارهم، وألقى في قلوبهم الرعب حتى
(١) سؤال: فضلاً بماذا تعلق الجار والمجرور هنا؟ وما معنى اللام في قوله: «لأول الحشر»؟ وأين مفعولا «ظننتم»؟ وما إعراب: «ما نعتهم حصونهم»؟ وما محل جملة: «يخربون بيوتهم»؟
الجواب: «من أهل الكتاب» متعلق بمحذوف حال من الموصول. واللام في قوله: «لأول الحشر» هي لام التوقيت أي: عند أول الحشر، وهي كاللام في قولك: جئت لوقت كذا. «أن يخرجوا» تأويل مصدر مفعول ظننتم، وهو ساد مسد المفعولين. «مانعتهم» خبر «أن»، و «حصونهم» فاعل مانعتهم، ويجوز كون «حصونهم» مبتدأ مؤخر، و «مانعتهم» خبر مقدم والجملة رفع خبر «أن». «يخربون بيوتهم» قد تكون في محل نصب حال من الضمير في قلوبهم، ويصح أن تكون مستأنفة.
(٢) سؤال: ما المراد بقوله: «فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا»؟
الجواب: المراد أن الله تعالى أتاهم بنكاله من حيث لم يتوقعوا.