محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة محمد

صفحة 188 - الجزء 4

سورة محمد

  

  {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ١} ابتدأ الله سبحانه وتعالى هذه السورة بالتهديد والوعيد لأولئك المشركين الذين كذبوا بالنبي ÷ وبما جاءهم به من الحق والهدى والقرآن، وجعلوه محل سخريتهم واستهزائهم، بإحباط ما عملوه في الدنيا من أعمال البر التي كانوا يعملونها من الكرم وحسن الجوار وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وغير ذلك من الأعمال الحميدة بسبب كفرهم بالله ورسوله ÷ وصدهم عن سبيل الله تعالى فلا يجدون يوم القيامة من أعمال برهم شيئاً فيدخلهم الله تعالى في عذاب جهنم لا يخفف عنهم من عذابها.

  {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا⁣(⁣١) بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ⁣(⁣٢) مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ⁣(⁣٣) وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ٢} وأما المؤمنون الذين


(١) سؤال: فضلاً هل قد دخل الإيمان بالقرآن في قوله: «آمنوا» فما السر في تكريره؟

الجواب: التكرير هو من باب التعميم بعد التخصيص وفيه زيادة تقرير وتأكيد، وهو نحو قول القائل: خلق الله السموات والأرض وما بينهما وخلق كل شيء، هذا مع ما فيه من المقابلة لقوله: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فقوله: {وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ} مقابل لقوله: {وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فقد كان المشركون يصدون الناس عن الاستماع للقرآن الذي يتلوه النبي ÷ على المشركين ويبلغه للناس {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ..} مقابل: {الَّذِينَ كَفَرُوا ...}.

(٢) سؤال: ما محل هذه الجملة من الإعراب؟

الجواب: محلها النصب على الحال من مرفوع «نزل» المستتر.

(٣) سؤال: ما المراد بالسيئات المكفرة هنا هل الصغائر أم الكبائر التي يتوبون منها؟ أم ماذا مع تعليل ذلك؟

الجواب: المراد جميع السيئات صغائرها وكبائرها؛ إذ أن الإسلام يجب ما قبله من كبائر =