سورة ص

  {ص⁣^(⁣١) وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ١} أقسم الله سبحانه وتعالى بالقرآن الذي فيه تذكير الناس وتحذيرهم؛ والله سبحانه وتعالى لا يقسم إلا بالشيء العظيم، وقد أقسم بالقرآن لما له من المنزلة الرفيعة والمكانة العالية عنده، فكان من المفروض إذا سمع المشركون هذا القسم أن يلتفتوا إليه ويصغوا إلى سماع هذا الشيء الذي أقسم الله سبحانه وتعالى به، ولكنهم لم يلتفتوا إليه، ولم يلقوا له أي بال فقال الله تعالى:

  {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ٢} فاستكبروا ولم يلتفتوا إليه أي التفاتة، وتهاونوا به وأعرضوا عنه أشد إعراض مشاقة لله ورسوله.

  {كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ} أراد الله سبحانه وتعالى أن أمماً كثيرة قبل قريش أهلكهم بسبب كفرهم وتكذيبهم وتمردهم على أنبيائهم ورسلهم، وأن حال قريش ستكون كحال من سبقهم إن استمروا على كفرهم وتمردهم وتكذيبهم.

  {فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ٣}⁣^(⁣٢) يخبر الله سبحانه وتعالى عن حال تلك الأمم كيف كانت عندما رأوا نزول عذاب الله بهم، وكيف يصرخون ويظهرون الندم، ولكن حين لا ينفعهم، وحين فوت أوان القبول منهم. ومعنى «ولات حين مناص»: ليس الوقت وقت فرار.

(١) سؤال: فضلاً ما يكون إعراب قوله: {ص}؟

الجواب: تعرب «ص» هنا مجرورة بحرف قسم مقدر، والتقدير: أقسم بـ «ص، والقرآن ذي الذكر».

(٢) سؤال: ما إعراب: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ٣}؟

الجواب: لات: من الحروف التي تعمل عمل ليس، واسمها محذوف، و «حين» خبرها، ولا تعمل هذا العمل إلا في لفظ الحين.