محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المجادلة

صفحة 374 - الجزء 4

سورة المجادلة

  

  {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ١} المجادلة هي زوجة أوس بن الصامت وكان اسمها خولة بنت ثعلبة أقبلت إلى النبي ÷ تشكو إليه زوجها أوساً بأنه قد ظاهر منها وهجرها بعد كل السنين الطويلة التي عاشرته؛ وكان الظهار نوعاً من أنواع الطلاق، وطلبت من النبي ÷ أن ينتصف لها منه؛ فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ بأنه قد سمع جدال هذه المرأة في زوجها، وما دار بينها وبين النبي ÷، وأنزل في أحكام الظهار آيات بينات.

  {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ⁣(⁣١) أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ⁣(⁣٢) غَفُورٌ ٢} كانوا يقولون في ظهارهم: أنت علي كظهر أمي، أو أنت عليَّ كأمي؛ فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ بأن الأمر ليس كما يقولون، وليست الزوجة أماً، وإنما أمه هي من ولدته دون زوجته، وما يلفظون به من الظهار مِنْ أنكر الأقوال وأقبحها، وكلام زور وبهتان لا يجوز.

  ثم أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ أن يمسكوا⁣(⁣٣) ألسنتهم عن الظهار


(١) سؤال: هل هذه الجملة مستأنفة أم هي الخبر؟ فكيف ينتظم المعنى؟

الجواب: قد قالوا: إن تلك الجملة هي الخبر، والذي يظهر لي - والله أعلم - أن الخبر مقدر أي جاهلون أو ضالون أو نحوهما، وجملة «ما هن أمهاتهم» مستأنفة لبيان علة جهلهم وسبب ضلالهم.

(٢) سؤال: ما زنة «عفو» وما نوعها؟

الجواب: زنتها «فعول» وهي من صيغ المبالغة.

(٣) سؤال: من أين فهمنا هذا؟ أمن الذم للظهار أم من ذكر العفو ولو كان مطلقاً؟

=