سورة الكوثر
سورة الكوثر
  
  {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١ فَصَلِّ(١) لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ٢ إِنَّ شَانِئَكَ(٢) هُوَ الْأَبْتَرُ ٣} قال بعض رجال قريش وهو العاص بن وائل لقريش: لا يهمكم أمر محمد فهو رجل أبتر لا ولد له فإذا مات مات دينه معه، فاغتم رسول الله ÷ لهذه المقالة فنزلت هذه السورة لتزيل غم النبي ÷ فقال الله تعالى له: قد أعطيناك يا محمد الخير الكثير(٣) والنسل الكثير(٤) والذرية المباركة والذكر الحسن،
(١) سؤال: ما تفيد هذه الفاء من معنى هنا؟
الجواب: الفاء عاطفة للمسبب على السبب فإعطاؤه ÷ الكوثر يوجب الشكر.
(٢) سؤال: ما الوجه في الابتداء بهذه الجملة؟
الجواب: الوجه في الابتداء بهذه الجملة المؤكدة بعدة تأكيدات: - (الاسمية، إن، وفاء العظمة التي تشير إلى عظمة العطاء لعظمة فاعله، والإسناد إلى «ناء» العظمة مرتين، والمبالغة بصيغة «الكوثر») - هو التعجيل لمسح المساءة التي من أبتر قريش، وقد كان رسول الله ÷ استاء لمقالته وتضايق منها، وربما تسببت في قلة نشاط النبي ÷ في تبليغ الرسالة والدعوة إلى دين الله فنزلت هذه السورة القصيرة ثلاث آيات من أقصر آيات القرآن في سطر واحد، فأول آياتها: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١} فكانت غارة سريعة أو كالغارة السريعة التي قضت على جيوش الأحزان التي ضاق بها صدر رسوله الكريم ÷.
(٣) سؤال: لعلكم بنيتم على أن الكوثر مأخوذ من الكثرة فما زنته؟ وما هو فعله الأصلي؟ وهل ترون ورود احتماله للنهر في الجنة الذي ذكر في الروايات؟
الجواب: الكوثر مأخوذ من الكثرة وهو على زنة (فوعل) وفعله الأصلي: كثر يكثر، وإن صحت الرواية فالنهر هو واحد من أنواع الكوثر، والتفسير الصحيح المتناسب مع مقام نزول السورة والأجود والمحيطة يومئذ هو أن الكوثر هو الخير الكثير الذي أوله الذرية المباركة الكثيرة؛ لذلك قال في آخر آياتها: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ٣} أي: لا أنت يا محمد فلست أبتر.
(٤) سؤال: هل تقصدون بهذا أبناءه ÷ من قِبَل علي # أم ماذا؟
الجواب: نعم هذا هو المقصود فقد أخرج الله تعالى من علي وفاطمة @ الذرية المباركة الكثيرة العدد التي لم ينقطع خيرها وبركتها إلى اليوم ولن ينقطع إلى يوم القيامة.