سورة الأعراف
سورة الأعراف
  
  {المص ١} جعل الله سبحانه وتعالى هذه الأحرف المقطعة في أول السورة ليلفت أسماع المشركين إليها، ولأجل أن يتساءلوا ما هذا الكلام الغريب الذي نسمعه، مما يجعلهم يستمعون له، ويصغون له آذانهم(١).
  {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ}(٢) سمى الله سبحانه وتعالى هذه السورة كتاباً.
  {فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ}(٣) فلا تضق نفسك يا محمد بالقرآن ذرعاً؛ وكان تبليغ الرسالة وتلاوة القرآن على المشركين مع تكبرهم وإعراضهم عنه قد شق عليه ÷، فأمره الله سبحانه وتعالى أن يصبر ولا يضيق صدره، ويستمر في تبليغ رسالة ربه.
  {لِتُنذِرَ بِهِ} لأجل أن تنذر به المشركين.
  {وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ٢} ولتذكر بآياته المؤمنين.
  {اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن يأمر المشركين أن يتبعوا القرآن. {وَلاَ تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء} لا تتبعوا أرباباً غير الله سبحانه وتعالى. {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ٣}(٤) لم ترض قريش أن تتذكر، وإنما عاندت واستمرت على عنادها وإعراضها.
(١) سؤال: هل تريدون أن بقية الأقوال غير محتملة هنا في {المص ١} أم كيف؟
الجواب: الافتتاح بهذه الحروف المقطعة يستدعي الاستغراب والإصغاء والتساؤل على أي وجه فسرت.
(٢) سؤال: ما إعراب قوله: {كِتَابٌ}؟
الجواب: «كتاب» خبر لـ «المص»، ويحتمل أن يعرب ذلك على غير هذا الإعراب.
(٣) سؤال: ما معنى «من» في قوله: {منه}؟
الجواب: معناها معنى الباء أي: بسببه، والجار والمجرور «منه» متعلق بمحذوف صفة لخرج.
(٤) سؤال: فضلاً ما إعراب: {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ٣}؟
الجواب: «قليلاً» صفة لمصدر محذوف أي: تذكراً قليلاً، وناصبه: «تذكرون»، و «ما» صلة مؤكدة للقلة «قليلاً» ويحتمل أن قليلاً صفة لزمان محذوف فتكون قليلاً منصوبة على الظرفية لتذكرون.