محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشمس

صفحة 643 - الجزء 4

سورة الشمس

  

  {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ١ وَالْقَمَرِ إِذَا⁣(⁣١) تَلَاهَا ٢ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ٣ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ٤ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ٥ وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ٦ وَنَفْسٍ⁣(⁣٢) وَمَا سَوَّاهَا ٧ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ٨} أقسم الله سبحانه وتعالى بالشمس وبنورها الوهاج، وبالقمر ليلة النصف وذلك عندما تطلع القمر بعد مغيب الشمس مباشرة، وأقسم بالنهار حين يجلي ويظهر الشمس لكل راءٍ، وأقسم بالليل حين


(١) سؤال: فضلاً بم تعلقت «إذا» الظرفية هذه؟

الجواب: تعلقت بفعل القسم المدلول عليه بالواو.

(٢) سؤال: يقال: ما السر في تنكير «نفس» رغم تعريف ما قبلها؟ وما نوع اسمية «فجورها وتقواها»؟ وكيف نرد على من قال بأن المعنى: علمها أن تفجر وتتقي، فلا تكون دليلاً على ما تريدون؟ وأيضاً على من قال باحتمالها لهذا المعنى: علم البعض (النفوس الفاجرة) فجورها، والبعض الآخر (المتقية) تقواها، فلا تكون دليلاً على تمييز العقل للحسن والقبيح؟

الجواب: نكرت النفس للتنبيه على ما فيها من الآيات البينات على عظمة الله وقدرته ورحمته وعلمه وحكمته، فالتنكير للتعظيم، والمراد تعظيم ما فيها من الآيات البينات. و «فجورها وتقواها» مصدران، ومن قال: إن «ألهمها» بمعنى: علمها أن تفجر وتتقي فقوله مردود عليه؛ لأن الإلهام معرفة يهتدي إليها العقل بفطرته من غير تعليم أي: أنها إدراك بغير تعليم كإدراك الحيوان أن الكهف يكن من المطر فيهرب إليه عند نزول المطر، وقول من يقول: إن المعنى: علم البعض الفجور وعلم البعض التقوى فمردود أيضاً؛ لأن الآية لا تدل عليه لا من قريب ولا من بعيد بل هو تقوُّلٌ على الله بما لم يقله.

وبعد، فقولهم: «علمه أن يفجر» كلام غير منطقي بل يقال: أمره أن يفجر أو حمله على أن يفجر أو دفع به إلى أن يفجر، أو يقال: علمه ماهية الفجور وماهية التقوى، وعلمه طريق التقوى وطريق الفجور، وعلمه أسباب الفجور وعاقبة الفجور وصفات الفجور ومذمة الفجور وقبح الفجور، أما قوله: علمه أن يفجر فكلام فاسد والمتكلم به جاهل.