محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحجر

صفحة 359 - الجزء 2

سورة الحجر

  

  {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ ١}⁣(⁣١) يشير الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ بأن هذا الذي يتلى عليه هو من آيات الكتاب، وآيات القرآن الذي قد وضحت حجته وتبينت آياته.

  {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ٢}⁣(⁣٢) أخبر الله سبحانه وتعالى أن الكفار سيتمنون يوم القيامة أنهم كانوا مسلمين في الدنيا لما يرونه من عذاب الله.

  {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ٣} اتركهم يا محمد يأكلوا في الدنيا ويتمتعوا فيها كما تأكل الأنعام فلن يدخلوا في دينك، ولن يستجيبوا لدعوتك، وسوف يعلمون بصدق دعوتك، وأنك مرسل من عند الله سبحانه وتعالى عندما يرون نزول العذاب بهم وحلوله بساحتهم، فدعهم يعيشون على الآمال التي يؤملونها ويتمنونها.


(١) سؤال: يقال: ما وجه قوله: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} وليست إلا بعضه؟ ولماذا نكر: {وَقُرْآنٍ

الجواب: يمكن أن يقال: إن الإضافة بمعنى «من» أي: إن الإضافة للتبعيض، وهذا على أن الإشارة للسورة كما فسرنا، أما إذا قلنا إن الإشارة إلى القرآن فلا إشكال. ونكّر «قرآن» للتعظيم.

(٢) سؤال: ما إعراب {رُبَمَا} و {لَوْ كَانُوا

الجواب: «رب» حرف جر، ودخلت عليه «ما» فكفته عن العمل لذلك جاء بعده الفعل.

و «لو» حرف مصدري أي: أنه يسبك مع ما بعده بمصدر، أي: ربما يود الذين كفروا كونهم مسلمين، ومعنى «ربما» التكثير لأن كل كافر يود يوم القيامة أنه كان مسلماً ليسلم من عذاب النار الخالد.