سورة الأحقاف
سورة الأحقاف
  
  {حم ١ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ٢} القرآن: هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه ÷، أنزله الله القوي الغالب على ما تقتضيه حكمته، ولو نظرتم أيها المشركون في آيات الكتاب العظيم لعلمتم أنه منزل من الله العزيز الحكيم لا كما تقولون وتفترون من أنه قول شاعر أو مجنون أو أنه ÷ تعلمه من بشر أو أنه أساطير الأولين اكتتبها.
  {مَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا(١) أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ٣} كان المشركون ينكرون البعث بعد الموت والحساب والجزاء أشد الإنكار، والله سبحانه وتعالى يستنكر عليهم إنكارهم، ويحذرهم يوم القيامة، ويذكرهم به في كل وقت وحين، لشدة غفلتهم وإعراضهم عنه؛ فأمرهم هنا أن ينظروا ويتفكروا في خلق السماوات والأرض والغرض من خلقهما، وأخبرهم(٢) أنه لو كان الأمر كما يقولون إذاً لكان خلقه للسماوات والأرض وما بينهما باطلاً؛ لخلوه عن المصلحة والحكمة، ولكان الله تعالى عابثاً، ولَوُصِفَ الله
(١) سؤال: ما الذي تفيده «ما» هنا من معنى؟ وهل تتصل بـ «عن» أو تنفصل عنها على الوجه الوجيه في قواعد الكتابة؟
الجواب: «ما» هنا تفيد التهويل والتعظيم لما فيها من الإبهام. وتتصل «ما» بـ «عن» سواء أكانت موصولة أم مصدرية أم زائدة أم استفهامية في الكتابة، هذا هو الوجه الوجيه، وقد كان القياس أن تفصل «ما» لأنها كلمة مستقلة، و «عن» كلمة مستقلة.
(٢) سؤال: من أين نفهم هذا؟
الجواب: فهم مضمون قولهم من قوله: «معرضون» أي: أنهم معرضون عن آيات السموات والأرض وما بينهما التي تدل على أن وعد الله حق، وفهم نفي الباطل والعبث في خلقهما وما بينهما من الحصر في قوله: «إلا بالحق».