سورة الطور
سورة الطور
  
  {وَالطُّورِ ١ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ٢ فِي رَقٍّ(١) مَنْشُورٍ ٣ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ٤ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ٥ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ٦} الطور اسم جبل طور سيناء الذي كلم موسى عنده، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى به لما جعل فيه من البركة والحرمة، ثم ثنى قسمه بكتابه العزيز المكتوب في الأوراق وهو هذا الذي نقرأه بين أيدينا، ويقال: إنه الكتاب الذي في السماء، الذي سماه الله تعالى اللوح المحفوظ في قوله تعالى: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ٢٢}[البروج]، وسماه في آية أخرى بأم الكتاب فقال تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ٤}[الزخرف]، وقال تعالى في آية: {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ٧٨ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ٧٩}[الواقعة].
  ثم أقسم الله سبحانه وتعالى بالبيت المعمور، وقد قيل: إنه بيت في السماء تطوف حوله الملائكة كما يطوف المؤمنون بالبيت الحرام في مكة، وقد يكون المراد به الكعبة نفسها، والسقف المرفوع هو السماء، والمسجور هو المملوء ماءً(٢).
  {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ٧ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ٨}(٣) وهذا هو جواب القسم، أقسم الله سبحانه وتعالى أنه لا بد أن يقع عذابه بالمكذبين من الكفار والمنافقين
(١) سؤال: هل الرق مقصور على الجلد؟ أم يطلق عليه وعلى الأوراق التي يكتب فيها؟
الجواب: الرق: هو ما يكتب فيه كما في مختار الصحاح. فيعم الرق والأوراق.
(٢) سؤال: هل يصح أن نحمله على المُوْقَدِ يوم القيامة نظراً إلى أن أصل السجر الإيقاد للنار؟ أم كيف؟
الجواب: في مختار الصحاح: سجر التنور: أحماه، وسجر النهر: ملأه؛ لذلك فيصح التفسير بالوجهين.
(٣) سؤال: ما السر في فصل جملة {مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ٨} عن سابقتها؟
الجواب: فصلت لأنها خبر ثان فهي في محل رفع.