محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يونس

صفحة 137 - الجزء 2

سورة يونس

  

  سورة يونس تتحدث عن مشركي مكة وتخاطبهم، وكان نزولها في مكة عندما كان النبي ÷ يدعوهم إلى الإسلام والإيمان، ولكنهم رفضوا الاستماع إليه، وأصروا على كفرهم وتمردهم، وعلى عبادة الأصنام.

  {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ١} أخبر الله سبحانه وتعالى أن اسم هذه السورة «الَر»، وأنها تحتوي على الآيات المحكمة التي تنطق بالحكمة، وليست كلاماً كسائر الكلام فكل كلمة فيها تشتمل على المعاني الحكيمة البالغة الدقة والإحكام، وتتحدث عن مواضيع هامة ينبغي الاستماع لها، والوقوف على معانيها، والتدبر لما جاء فيها.

  وأشار إليها بأنها آيات الكتاب الحكيم تعظيماً لها، وتفخيماً لشأنها⁣(⁣١).

  {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ⁣(⁣٢) أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ ٢} استنكر الله سبحانه وتعالى عليهم كيف أنهم يتعجبون عندما أنزل الله وحيه على رجل منهم؟ وكيف يجعلون ذلك مستحيلاً وغير ممكن؟ واستغربوه غاية الغرابة، فقالوا: لا يصح أن يكون الذي ينذرنا بشراً مثلنا، ولا بد أن يكون من غير جنسنا إما ملكاً أو نحوه؛ فكيف يتعجبون وليس ذلك موضعاً يستدعي


(١) سؤال: هل مرادكم حصول هذا من استخدام إشارة البعيد، أم حين جعلها آيات الكتاب وإنما هي آيات بعضه؟

الجواب: المراد أنه حصل التعظيم من مجموع الأمرين.

(٢) سؤال: ما إعراب: {أَنْ أَوْحَيْنَا} {أَنْ أَنْذِرِ

الجواب: «أن أوحينا» في تأويل مصدر مرفوع اسم كان. «أن» مفسرة لتقدم معنى القول دون حروفه، و «أنذر الناس ...» مفسرة لا محل لها من الإعراب.