سورة المزمل
سورة المزمل
  
  {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ(١) ١ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ٢} كان النبي ÷ مشتملاً بثوبه ونائماً فنزل عليه جبريل # يأمره بأن يترك النوم، وأن يقوم لعبادة ربه.
  {نِصْفَهُ(٢) أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ٣ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ٤} وخير الله نبيه ÷ بين أن يقوم ثلث الليل أو ثلثيه أو نصفه يتعبد الله تعالى بالصلاة يرتل فيها القرآن ترتيلاً، وكان هذا في مكة قبل أن يهاجر النبي ÷ إلى المدينة وقد رفع الله تعالى هذا التكليف ونسخه، ومعنى ترتيل القرآن: قراءته من غير عجلة.
  {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ٥} ثم أوحى الله سبحانه وتعالى إليه بأنه سيوحي إليه آيات(٣) القرآن، وكون القرآن ثقيلاً لما فيه من التكاليف على العباد،
(١) سؤال: مم أخذت هذه اللفظة؟
الجواب: «المزمل» اسم فاعل من الفعل زمَّل يزمل تزملاً إذا التف بثوبه.
(٢) سؤال: هل «نصفه» بدل بعض من الليل؟ وهل يصح جعلها بدلاً من «قليلاً» أم لا؟ وهل يتم عطف «انقص» على فعل الأمر «قم» بدون اختلال المعنى أم كيف؟
الجواب: أقرب ما قالوه من الإعراب هنا أن نصفه بدل من الليل فيكون المأمور به من القيام هو النصف أو الثلث «انقص منه» أو الثلثان «أو زد عليه»، وجوزوا أن يكون «نصفه» بدلاً من «قليلاً» فيكون المأمور به من القيام نصف القليل أو انقص منه أي: من نصف القليل، أو زد عليه أي: على نصف القليل، إلا أن في هذا الإعراب جهالة المأمور به في الحالات الثلاث لجهالة «قليلاً»، ولا يختل المعنى من تقدير عطف، «أو انقص، أو زد» على قم الليل؛ لأن المراد بـ «قم الليل» قم نصفه؛ لأنه مقيد بالاستثناء والبدل.
(٣) سؤال: لماذا لم نجعل القول الثقيل الرسالة بكاملها فتكون دليلاً على عناء النبي ÷ وتعبه في تبليغها؟
الجواب: قد كان الرسول ÷ مأموراً بتبليغ القرآن فهو رسالة الله تعالى إلى الناس، والرسول ÷ هو المبلغ والمبين للناس ما نزل إليهم.