سورة الفجر
  حِسَابَهُمْ ٢٦}(١) فواصل تذكيرك يا محمد للمشركين، ولا يصدنك إعراضهم وتكذيبهم عن تذكيرهم بل داوم على ذلك، وليس عليك إلا التذكير، وليس عليك أن يدخلوا في الهدى فإذا ذكرتهم فقد أديت ما عليك فمن قبل التذكير والهدى فلنفسه، ومن أعرض وكفر فسيتولى الله تعالى جزاءهم ويعذبهم بذنوبهم في نار جهنم، ولا مفر لهم من ذلك فمرجعهم إلينا وسنتولى حسابهم، {مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام: ٥٢].
  * * * * *
سورة الفجر
  
  {وَالْفَجْرِ ١ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ٢ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ٣ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ(٢) ٤ هَلْ فِي
(١) سؤال: ما موضع جملة «من تولى وكفر فيعذبه»؟ وهل الاستثناء فيها متصل أم منقطع؟ ولماذا؟ وما وجه الفاء في قوله: «فيعذبه» مع أنه ليس من المواضع التي تلزم فيها؟ وما وجه تحلية المصدر بأل «العذاب»؟ وما وجه تغيير الضمير من الغيبة إلى المتكلم في «إلينا إيابهم»؟
الجواب: موضع: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ ٢٣ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ ٢٤} النصب على أنها مستثنى منقطع، هذا وقد زادوا جملتين على السبع التي لها محل من الإعراب إحداهما هذه أي: الجملة المستثناة، والثانية الجملة المسند إليها. وجعل الاستثناء منقطعاً لأن الآية نزلت في مكة قبل أن يسلط الله تعالى رسوله والمؤمنين على أعدائهم الكافرين. ووجه دخول الفاء على «فيعذبه» هو كون المبتدأ «من» مضمن معنى الشرط. والوجه في دخول الألف واللام على المصدر في قوله: «العذاب الأكبر» هو أنه قد حذر الله تعالى المشركين بعذاب في الدنيا وبعذاب في الآخرة، وعذاب الدنيا هو الأصغر وعذاب الآخرة هو الأكبر، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ}[السجدة: ٢١]، فجاءت الألف واللام للإشارة إلى هذا العذاب المعهود ذهناً عند المخاطبين والسامعين. والالتفات من الغائب إلى ضمير المتكلم لتنشيط ذهن السامع وليستدعي فتح مسامعه.
(٢) سؤال: ما السر في تنكير «ليال» مع عطفها على المعرفة؟ وما هو الوجه في حذف الياء من الفعل «يسر»؟ ومم أخذت لفظة «يسر»؟
الجواب: نكرت «ليال» للتعظيم، والوجه في حذف الياء هو التخفيف ومراعاة الفواصل، و «يسر» مأخوذ من السُّرَى كالهدى، سرى يسري سُرىً.