محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشعراء

صفحة 180 - الجزء 3

سورة الشعراء

  

  {طسم⁣(⁣١) ١ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ٢} الطاء والسين والميم: حروف من حروف المعجم، وقد ابتدأ الله سبحانه وتعالى بعض سور القرآن بهذه الحروف المقطعة لأن المشركين كانوا معرضين عن سماع النبي ÷ أشد الإعراض، فإذا سمعوا النبي ÷ يفتتح تلاوته بهذه الحروف دعاهم ذلك إلى الالتفات بأذهانهم إليه متعجبين من سماع هذا الكلام الغريب الذي لم يعتادوه في مخاطباتهم ومحاوراتهم، متسائلين عن هذا الأسلوب الجديد في الكلام، فأداهم ذلك إلى الإصغاء للنبي ÷ وإلى ما يقوله.

  ثم أخبرهم بعد ذلك أن الآيات التي سيتلوها عليهم هي آيات الكتاب الذي قد وضحت وبانت حججه في كلماته.

  والمبين: هو المفصح عن الحجة، المعروف صدقه.

  {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا⁣(⁣٢) مُؤْمِنِينَ ٣} ثم خاطب الله تعالى نبيه ÷ قائلاً: لقد كدت أن تقتل نفسك يا محمد من الأسى والحزن لعدم إيمان قومك.

  أراد الله سبحانه وتعالى أن يخبر نبيه ÷ أنه مهما وقد بلغهم آياته وأحكامه فلا يهمه أمرهم سواء آمنوا أم لم يؤمنوا، وذلك لأن الله تعالى أشفق على نبيه ÷ من الحالة التي أصبح عليها، فأراد بذلك أن يخفف عليه.


(١) سؤال: إذا كان قوله: {آيَاتُ الْكِتَابِ} خبر اسم الإشارة فما إعراب: {طسم

الجواب: تعرب «طسم» خبر مبتدأ محذوف أي: هذه طسم.

(٢) سؤال: ما موضع المصدر: {أَلَّا يَكُونُوا} الإعرابي؟

الجواب: موضعه الجر أو النصب بنزع الخافض.