سورة عبس
سورة عبس
  
  {عَبَسَ وَتَوَلَّى ١ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى(١) ٢ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ٣ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى(٢) ٤ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ٥ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ٦} كان النبي ÷ ذات يوم يعظ رجالاً من كبار قريش، ويدعوهم إلى الإسلام وإلى الله سبحانه وتعالى، وكأنه لمس منهم الإنصات والاستماع.
  فأقبل عليه في تلك الحال ابن أم مكتوم(٣) وكان رجلاً أعمى، فقطع على
(١) سؤال: ما موضع «أن جاءه الأعمى» من الإعراب؟ وما إعراب: «وما يدريك لعله يزكى»؟
الجواب: «أن جاءه الأعمى» في محل جر بلام الجر أو في محل نصب بنزع الخافض، و «ما» اسم استفهام مبتدأ. «لا يدريك» جملة في محل رفع خبر المبتدأ. «لعله يزكى» جملة في محل نصب المفعول الثاني.
(٢) سؤال: ما الوجه في عطف التذكر على التزكية، ولعلهما في المعنى شيء واحد؟ وعلام انتصب قوله: «فتنفعه»؟
الجواب: الوجه هو أن المعنى مختلف، فمعنى «يتزكى» يتطهر من الآثام، ومعنى «يذكر» يتعظ، فتكون له الموعظة لطفاً في الازدياد من الطاعات، ونصب قوله: «فتنفَعَهُ ..» لتنزيل الترجي منزلة التمني فنصب الفعل بأن مضمرة بعد فاء السببية المسبوقة بالترجي، وهذا كالنصب في «فأطلع» بعد الترجي {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ٣٦ أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ}[غافر].
(٣) سؤال: يقال: إذا ابتلي المرشد بكبار القوم فأقبل عليهم وترك بعض السابقين من أفراد الناس لمصلحة الإرشاد والدين وذلك بأنه سيقبل بإقبالهم أناس كثيرون فهل سيأثم أم لا؟ وما علاقة هذا بقصة النبي ÷ مع ابن أم مكتوم؟
الجواب: لا يأثم المرشد إن فعل ما ذكرتم؛ لأن المفروض أن يقدم المرشد الأصلح فالأصلح، وقصة النبي ÷ كانت وهو ÷ يدعو قوماً قد دعاهم من قبل وبلغهم رسالة ربه وكرر عليهم الدعوة تكراراً فأعرضوا بدليل: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ٥} وحينئذ فقد كانت المصلحة أن يؤثر ابن أم مكتوم ويترك القوم لأن القوم لن يقبلوا منه فقد بلغهم من قبل ودعاهم فردوا دعوة النبي ÷ ورسالته وأعرضوا عنها إعراض المستغني؛ لذلك لم يكن =