سورة المعارج
سورة المعارج
  
  {سَأَلَ سَائِلٌ(١) بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ١ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ٢ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ٣ تَعْرُجُ(٢) الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ
(١) سؤال: فضلاً ما وجه التنكير في «سائل»؟ وهل عرف بعينه؟ أم ترون عمومه؟ وما وجه دخول الباء على «عذاب»؟ وهل اللام الداخلة على الكافرين على بابها فكيف ذلك أم أنها بمعنى «على» وضحوا ذلك؟ وما موضع جملة «تعرج الملائكة ..»؟
الجواب: وجه التنكير في «سائل» أن المقام اقتضى الإفراد الشخصي وقد روي في ذلك اسم السائل والله أعلم، والأولى أنه سائل من المشركين قال كما حكى الله تعالى في سورة الأنفال: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٣٢}، ووجه دخول الباء في قوله: «بعذاب» هو تضمين سأل معنى دعا، أو استعجل. واللام في قوله: «للكافرين» تكون للتعليل أو بمعنى «على»، وهذا بناء على أن «للكافرين» متعلق بواقع، ويجوز أن يكون «للكافرين» صفة ثانية لعذاب فتكون اللام للاختصاص متعلق بمحذوف، وجملة «تعرج» لا محل لها استئنافية.
(٢) سؤال: يقال: ما فائدة صعود الملائكة للتنفيذ في الآخرة وهم على صعيد واحد في أرض المحشر؟ وهل يمكن أن نحمل عروج الملائكة على أن يكون في الدنيا في مدة يوم وعلى غيرهم من البشر لا يتأتى إلا في مدة خمسين ألف سنة أم لا ترونه مناسباً؟
الجواب: الفائدة من عروج الملائكة في يوم المحشر هو تلقي الأحكام القضائية من ذي العزة والجلال في أهل المحشر، وكأنه سيكثر العروج يومئذ والنزول، بدليل جمع «المعارج» والفعل المضارع «تعرج» الذي يدل على تجدد العروج عروجاً بعد عروج.
ولا يصح حمل عروج الملائكة المذكور هنا على عروجهم في الدنيا من الأرض إلى السماء في يوم ..، وذلك لما ذكر الله تعالى هنا من صفة ذلك اليوم: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ٦ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ٧ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ٨ ...} الآيات، فهذه صفات اليوم الذي كان مقداره خمسين ألف سنة.
هذا، وقد ذكر الله تعالى في سورة السجدة عروجاً آخر: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ =