سورة الدخان

  {حم ١ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ٢}⁣^(⁣١) أقسم الله سبحانه وتعالى بالكتاب المبين ليلفت أسماع المشركين وانتباههم إلى هذا الكتاب العظيم الذي أقسم به؛ لأنه لا يقسم إلا بما له شأن عظيم.

  {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا⁣^(⁣٢) كُنَّا مُنْذِرِينَ ٣} أقسم الله سبحانه وتعالى إنه أنزل هذا القرآن إلى سماء الدنيا في ليلة القدر؛ لأن سنته تعالى قضت بإنذار الكافرين وتحذيرهم من العذاب العظيم الذي أعده الله تعالى للظالمين في اليوم الآخر لهذا أنزل الله تعالى القرآن الكريم في ليلة القدر وهي ليلة مباركة، ثم أنزله الله تعالى مفرقاً ومقسطاً على نبيه المختار محمد ÷ لينذر الكافرين ويبلغهم حجج الله وآياته وشرائعه وأحكامه.

  {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ٤} ثم وصف الله سبحانه وتعالى هذه الليلة المباركة بأنه يدبر⁣^(⁣٣) فيها أمور خلقه على حسب ما تقتضيه الحكمة⁣^(⁣٤).

(١) سؤال: فضلاً هل هناك سر في تكرير هذا الافتتاح الذي افتتحت به سورة الدخان؟

الجواب: السر في افتتاح هذه السور السبع بالحروف المقطعة هو السر العام في جميع السور وقد ذكرناه في أول سورة البقرة أما السر في التكرير هنا في سبع سور متتالية فالله أعلم.

(٢) سؤال: ما الوجه في فصل هذه الجملة عن سابقتها؟

الجواب: فصلت لأنها تعليل لما قبلها أي: أنها مستأنفة استئنافاً بيانياً في جواب سؤال مقدر.

(٣) سؤال: إذا كان هذا التدبير من باب القضاء والقدر - وقد رأيته بعد ذلك بلفظ يقضي عن الإمام الأعظم زيد بن علي # - فهل هو أزلي أم أنه صفة فعل يتجدد ويتكرر؟

الجواب: التدبير هو من باب القضاء والقدر وهو أزليّ؛ لكن ينزل الله تعالى الملائكة في ليلة القدر بقضاء السنة.

(٤) سؤال: ما رأيكم - رضي الله عنكم - فيما يقال بأنه يحصل هذا التدبير ليلة النصف من شعبان؟

الجواب: القول الراجح أن الليلة المباركة التي يفرق فيها كل أمر حكيم هي ليلة القدر في شهر رمضان =