محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفرقان

صفحة 140 - الجزء 3

سورة الفرقان

  

  يفتتح الله سبحانه وتعالى كل سورة بذكر ثلاثة أسماء من أسمائه وهي: الله الرحمن الرحيم - إشارة منه تعالى إلى أنه أنزل القرآن رحمة بعباده لأجل أن يستنقذهم به من ظلمات الجهل والضلال والهلاك، ويدلهم به إلى سعادة الدنيا وسعادة الآخرة، وأنه لم ينزله علينا لأجل أن يعسر علينا بتكاليفه وأحكامه.

  {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ١}⁣(⁣١) يعني: أن الله سبحانه وتعالى قد تكاثر خيره وإحسانه، ونَمَتْ نعمه على عباده، وعبر عن ذلك بـ «تبارك»؛ لأن من المعروف أنهم يعبرون عن كل شيء يتكاثر وينمو بالبركة، ومن جملة منافعه ونعمه الكبيرة علينا إنزال القرآن على النبي ÷، وسمي الفرقان بهذا الاسم لأنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل بآياته وأحكامه، ويضيء لنا طريق الحق والهدى، ويدلنا عليها، فيجب أن نتلقى نعمته العظيمة هذه بالشكر، وتأدية ما فرض وأوجب علينا.

  {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} ثم وصف نفسه بأنه الإله الذي له ملك السماوات والأرض وما فيهما، وأنه وحده المسيطر على ذلك الملك بقدرته وعلمه وتدبيره.

  {وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} كما يقول اليهود والنصارى والمشركون.

  {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} كان المشركون يعبدون الأصنام ويقولون إنها


(١) سؤال: ما وجه الاقتصار هنا على الإنذار دون بقية فوائد القرآن كالتبشير ونحوه كما في الآيات الأخرى؟

الجواب: يمكن أنه ذكر الإنذار هنا دون التبشير لأن السورة مكية والكلام فيها موجه إلى المشركين غالباً والخطاب معهم.