سورة العاديات
سورة العاديات
  
  {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ١ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ٢ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ٣ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا(١) ٤ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ٥} أقسم الله سبحانه وتعالى بالخيل التي تجري وهي تضبح، أي: تصوِّت، ولسرعة جريها تقدح النار بأخفافها حين تصك في الأحجار، وهي مغيرة في الصباح فتثير الغبار في جريها فتتوسط جموع العدو.
  أقسم الله تعالى بذلك ليذكر عباده بما لهم من المنافع العظيمة في الخيل حال الحروب وغزو العدو.
  {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ(٢) لَكَنُودٌ ٦ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ٧ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ٨} يذكر الله تعالى هنا طبيعة الإنسان الكافر(٣) وهي أنه كفور بنعمة ربه
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «ضبحاً» و «قدحاً» و «صبحاً»؟ وما السر في العطف بالفاء هنا؟ وإلام يعود الضمير في «به نقعاً»؟
الجواب: «ضبحاً» مفعول مطلق لفعل محذوف أي: تضبح ضبحاً، والجملة حال من فاعل العاديات أو تكون «ضبحاً» في تأويل: اسم الفاعل وتكون حالاً. «صبحاً» ظرف زمان متعلق بالمغيرات. والوجه في العطف بالفاء أن الله أقسم بالخيل التي تتصف بتلك الصفات المتعاقبة بعضها في إثر بعض من غير تراخ ولا مهلة، والفاء هي التي تفيد ذلك التعاقب، فالفاء للعطف والترتيب بلا تراخ ولا مهلة أي: أن الله تعالى أقسم بالخيل التي عدت فأورت فأغارت فأثارت الغبار فتوسطت العدو. وضمير «به نقعاً» يعود إلى العدو المفهوم من قوله: «والعاديات».
(٢) سؤال: معنى هذه اللام؟ وكذا في قوله: «لحب الخير»؟
الجواب: اللام في «لربه» متعلقة بـ «كنود» أي: أنها للتعدية، واللام في الكنود هي المزحلقة، واللام في «لحب الخير ..» للتعليل وفي «لشديد» هي المزحلقة.
(٣) سؤال: يقال: ما الوجه في قصرها على الكافر وقد تكون أشياء منها في طبائع المؤمنين؟
الجواب: المؤمن غير كفور بنعمة ربه، بل الكافر هو المختص بالكفر بنعمة الله، ومن شدة حرصه =