سورة العصر
  الآخر، وسترونه بأعينكم وترون ما فيه من الأهوال وما أعد الله سبحانه وتعالى فيه من العذاب العظيم للكافرين، ومن النعيم المقيم للمؤمنين، ولسوف يحاسبكم الله تعالى حساباً شديداً ويسألكم عن كل صغير وكبير من النعيم الذي أسداه إليكم أو اشتغلتم به عن النظر في اليوم الآخر.
  * * * * *
سورة العصر
  
  {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣} أقسم الله سبحانه وتعالى بالعصر وهو الزمان الممتد منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الزمان إلى يوم(١) القيامة ليؤكد لعباده بهذا القسم على أن كل إنسان مكلف صائر إلى الهلاك والخسران والعذاب العظيم إلا مَنْ جمع من عباده بين الإيمان والأعمال الصالحة، ودعا إلى طاعة(٢) الله سبحانه وتعالى والاستقامة على الهدى ونهى عن معاصيه، وحث على الصبر على الإيمان والهدى واجتناب المعاصي والسيئات(٣).
(١) سؤال: يقال: ألا يطلق العصر على الحقبة الزمنية التي تجمع عدداً من الأتراب كما نقول: علامة العصر، أم كيف؟
الجواب: نعم يطلق العصر على الحقبة الزمنية التي ذكرتم فيقال في عصر النبي ÷ وعصر الصحابة وعصر الهادي و ... إلخ، ويطلق أيضاً على وقت صلاة العصر.
(٢) سؤال: يقال: فكيف بالعوام الذين لم يدعوا إلى طاعة الله ولم يتواصوا بذلك ولا حثوا على الصبر؟
الجواب: الدعوة والإرشاد والأمر والنهي هي من الواجبات الكفائية التي إن قام بها البعض سقط وجوبها عن الباقين، وعلى العوام الاستماع لهم وقبول إرشادهم ومعاونتهم والنصيحة لهم.
(٣) سؤال: ما الذي يؤخذ من سورة العصر بالنسبة للمرشدين ولإرشادهم؟
الجواب: يؤخذ منها أن المرشدين يؤدون في إرشادهم فريضة مفروضة وعملاً صالحاً واجباً وجوباً مؤكداً، وانهم بالعمل الإرشادي قد خرجوا من عهدة الأمر وفازوا بالسلامة من الخسران العظيم، فليستقيموا على العمل الإرشادي ويلتزموا الإخلاص لله والنصح لدينه =