سورة الجمعة
سورة الجمعة
  
  {يُسَبِّحُ(١) لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ١} كل ما في السماوات والأرض دائم التسبيح والتنزيه والتقديس لله تعالى؛ لكونه المالك لكل ما في الكون، والمتصرف فيه كيفما شاء، والدال بآثار رحمته ودلائل قدرته على قدسيته وتعاليه عن الشريك والشبيه.
  {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ(٢) كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢} ثم يذكر
(١) سؤال: هل يمكن أن ندرك علة للفرق بين التعبير بالمضارع «يسبح» في هذه السورة، والتعبير بالماضي في سابقتها «سبح»؟
الجواب: قد يكون الإتيان بالمضارع هنا في سورة الجمعة للإشارة إلى أنه يتواصل التسبيح لله في ليلتها ويومها، ويجدد ويستمر لفضلها؛ فيختصها عباد الرحمن بكثرة العبادة والذكر في ليلها ونهارها، وأيضاً في المضارع التنبيه للغافلين الذين لا يحضرون الجمعات لانشغالهم بالبيع والشراء والأعمال الأخرى، فالعاقل يلومه عقله عن شذوذه وخروجه عما عليه ما في السموات والأرض من استمرار التسبيح لله، ألا ترى أن أهل بلد إذا اعتادوا أن يصوموا مثلاً يوم عرفة أو ستاً بعد رمضان فإن الذي يفطر يلوم نفسه بعض اللوم على ترك الصيام.
وهذا فإن السور التي بدأت بتسبيح الله بالماضي «سبح» تفيد أن ذلك التسبيح في الماضي، والمبدوء بالمضارع يفيد أن التسبيح في الحاضر والمستقبل، فيحصل من الفعلين بيان أن تسبيح الله في الماضي والحاضر والمستقبل.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب هذه الجملة؟
الجواب: «إن» مخففة من الثقيلة وهي للتأكيد مثل المشددة واسمها ضمير الشأن محذوف. «كانوا» كان فعل ماض ناقص والواو اسمها. «من قبل» متعلق بمحذوف حال من «ضلال» واللام في «لفي ضلال» هي المزحلقة المؤكدة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر كانوا، «مبين» صفة لضلال.