سورة التوبة
سورة التوبة
  {بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ١}(١) أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن يعلن في الناس نقض العهد الذي بينه وبين المشركين وأن الله تعالى بريء ورسوله ÷ من كل عهد وذمة بين المشركين وبين رسول الله ÷.
  {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}(٢) وأمهلهم أربعة أشهر، يسيرون في الأرض، ويتنقلون فيها آمنين، فإذا انقضت الأربعة الأشهر فالله بريء منكم ورسوله، وقد كانت هذه البراءة بعد فتح مكة.
  {وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ٢} أخبرهم يا محمد أنهم لن يستطيعوا الفرار من الله سبحانه وتعالى، فهو متمكن منهم أينما ذهبوا.
  {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} والمراد به أن يعلن النبي ÷ بهذه البراءة بين الناس يوم الحج الأكبر (يوم العيد) في منى؛ لأن الناس يكونون فيه مجتمعين، فأمره الله سبحانه وتعالى أن يعلن في هذا اليوم بانقطاع العهد الذي بينه وبين المشركين.
(١) سؤال: ما إعراب قوله: {بَرَاءةٌ}؟ وما وجه حذف البسملة من أول هذه السورة؟
الجواب: «براءة» خبر لمبتدأ محذوف أي: هذه براءة. وسورة براءة (التوبة) سورة غضب وآياتها لابسة لامة الحرب، ومتقلدة سيف الغضب على المشركين الناقضي للعهود والمواثيق الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، وليس من المناسب أن تصدر هذه الآيات الغاضبة بالبسملة لما فيها من ذكر عظيم رحمة الله بعباده، وكثرة نعمه عليهم.
(٢) سؤال: ما هي الأربعة الأشهر بالتعيين؟ وهل هي الأشهر الحرم فأكثر الناس يفهم هذا؟
الجواب: كان إعلان البراءة يوم العاشر من ذي الحجة (يوم الحج الأكبر) وبناءً على ذلك فهي بقية شهر ذي الحجة، ومحرم، وصفر، وربيع الأول، وعشر من ربيع الثاني، فبعضها كما ترى من الأشهر الحرم وبعضها ليس من الأشهر الحرم.