محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القارعة

صفحة 669 - الجزء 4

  غير شاكر لها، ومع ذلك فهو يشهد على نفسه بالكفر بنعمة ربه، ومن صفته أنه شديد الحرص على جمع المال وتكديسه.

  {أَفَلَا يَعْلَمُ⁣(⁣١) إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ٩ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ١٠ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ١١} أفلا يعلم الإنسان الكافر أن الله تعالى سيحاسبه على كل صغير من أعماله وكبير في يوم القيامة عندما تبعثر القبور ويخرج الله تعالى الموتى من بطونها، وحين تنكشف خبايا الصدور وأعمال القلوب، وحقاً إن الله سبحانه وتعالى عالم بهم، ومطلع على أسرارهم وظواهرهم وبواطنهم لا تخفى عليه خافية، وسيجازي كلاً بعمله.

  * * * * *

سورة القارعة

  

  {الْقَارِعَةُ ١ مَا الْقَارِعَةُ ٢ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ٣ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ⁣(⁣٢) ٤ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ٥ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ


= على حب المال أنه يأخذه من حله ومن غير حله ولا يؤدي ما أوجب الله فيه بخلاف المؤمن.

(١) سؤال: ما معنى الاستفهام في قوله: «أفلا يعلم»؟ وأين مفعولا «يعلم» في هذه الآيات؟ الجواب: الهمزة للاستفهام الإنكاري والفاء عاطفة على مقدر أي: أيفعل من يفعل من القبائح فلا يعلم إذا بعثر، ومفعول «يعلم» محذوف مدلول عليه بقوله: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ١١} تقديره: أفلا يعلم أنه يجازى أو يحاسب. والله أعلم.

(٢) سؤال: فضلاً لو فصلتم إعراب الأربع الآيات الأولى لكان مناسباً؟

الجواب: «القارعة» مبتدأ، «ما» اسم استفهام مبتدأ، والاستفهام للتعظيم، «القارعة» خبر «ما» الاستفهامية، وجملة «ما القارعة» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «القارعة»، والواو عاطفة. «ما» اسم استفهام مبتدأ، «أدراك» جملة في محل رفع خبر المبتدأ، «ما القارعة» مبتدأ وخبر، وجملة المبتدأ والخبر «ما القارعة» معلقة بالاستفهام في محل نصب في موضع المفعول الثاني =