محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الممتحنة

صفحة 407 - الجزء 4

سورة الممتحنة

  

  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ⁣(⁣١) إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ⁣(⁣٢) وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} نزلت هذه السورة والنبي ÷ سائر بمن جمع معه من المسلمين لغزو مكة وفتحها، فعندما كان في بعض طريقه قام أحد جنوده ممن معه وهو حاطب بن أبي بلتعة بكتابة كتاب إلى قريش يخبرهم فيه بقدوم محمد لغزوهم ويحذرهم بأنه قد أوشك على الوصول إليهم، وأرسل كتابه هذا مع امرأة دفع لها أجراً على إيصاله، فأخفته في غرز رأسها وسارت به، فنزل جبريل على النبي ÷ يخبره بأمر ذلك الكتاب، ويأمره بالإرسال في طلبها، ودله على مكانها؛ فأرسل النبي ÷ في أثرها وعندما ظفروا بها فتشوها ولم يجدوا شيئاً، فبعث النبي ÷ برسل غيرهم وفتشوها كذلك ولم يجدوا شيئاً وعادوا إلى النبي ÷ خائبين، فأرسل الثالثة أمير المؤمنين ففتشها، وعندما لم يجد معها شيئاً تهددها وشهر سيفه في وجهها وهددها بالقتل إن لم تخرج الكتاب فخافت حينها وأخرجته من بين غرزها؛ فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية تنهى المؤمنين عن مناصحة أعدائهم أو إطلاعهم على شيء من أسرارهم وأخبارهم.


(١) سؤال: ما موضع هذه الجملة من الإعراب؟

الجواب: في محل نصب حال من فاعل «تتخذوا»، أو نعت لـ «أولياء»، ويصح أن تكون مستأنفة في جواب سؤال مقدر.

(٢) سؤال: بماذا تعلقت الباء هنا؟ وهل جملة «وقد كفروا بما جاءكم من الحق» حالية؟ لكن ما يكون موضع «يخرجون الرسول وإياكم»؟

الجواب: الباء متعلقة بمحذوف حال، أي: تلقون إليهم خبر الرسول حال كونكم متلبسين بالمودة، وجملة «يخرجون الرسول» في محل نصب حال من فاعل «كفروا»، ويصح أن تكون مستأنفة استئنافاً بيانياً.