محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشرح

صفحة 653 - الجزء 4

  والدرجة العالية، وسيعطيك عطاء عظيماً ويمنحك فضلاً كريماً في الآخرة حتى ترضى عن ربك وتتحقق ما وعدك به سبحانه وتعالى.

  وأنت يا محمد بعين الله تعالى ورعايته من أول عمرك إلى اليوم، فقد كنت يتيماً بلا أب ولا أم فآواك الله تعالى إلى حجر عمك، وجعله يعطف عليك، وملأ قلبه شفقة بك، فحاطك بشفقته، ورعاك بعطفه ورحمته.

  وكنت يا محمد جاهلاً للهدى وطرق الرشاد فأوحى الله تعالى إليك برسالة الهدى ودين الإسلام، واصطفاك واختارك على العالمين.

  وكنت فقيراً في أول الأمر فأغناك الله تعالى من فضله بأموال زوجتك خديجة؛ فاشكر نعمة الله تعالى عليك فتعطَّف على اليتيم وأَوْلِهِ شفقة منك ورحمة، وارحم المسكين، ولا تنهر السائل الفقير، وبلغ⁣(⁣١) رسالة ربك، ولا تتوان في تبليغها للناس، واذكر نعم الله تعالى عليك فإن الله يحب الشاكرين.

  * * * * *

سورة الشرح

  

  {أَلَمْ⁣(⁣٢) نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ١ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ٢ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ٣ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٥ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٦ فَإِذَا فَرَغْتَ


(١) سؤال: هل تريدون أن التحديث بنعمة الله هو تبليغ الناس الرسالة فكيف فلا زال يشكل علينا؟ وهل يصح حملها أيضاً على الاعتراف بنعم الله سبحانه وذكرها للناس لأنه شكر لها أم لا؟

الجواب: القرآن هو أعظم نعم الله تعالى على نبيه ÷ فيكون مأموراً بقراءته على الناس، وفي تفسير الإمام زيد كما في تعليق المصابيح: حدثهم بالقرآن.

(٢) سؤال: ما نوع الاستفهام هنا؟ وبم تعلق الجار والمجرور «إلى ربك»؟ وما هو العامل في «إذا» في قوله: «فإذا فرغت»؟

الجواب: الاستفهام استنكاري أو تقريري لما بعد النفي، و «إلى ربك» متعلق بقوله: «فارغب» وهذه الفاء واقعة في جواب شرط مقدر أي: وإن دعتك حاجة فارغب إلى ربك، و «إذا» منصوبة بقوله: «فانصب» والجملة هذه جواب «إذا» الشرطية.