سورة السجدة
سورة السجدة
  
  {الم ١ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢}(١) أخبر الله سبحانه وتعالى أن هذا القرآن كلامه، وأنه الذي أنزله بعلمه وقدرته وحكمته فلا يصح أن يدخل الشك أو الريب فيه؛ لأن الله قد تعالى عن صفات المخلوقين من الغلط والتناقض والبدا ويكفي الناظر أن يتأمل في آياته وسيعرف ذلك ويعلم أنه كلام رب العالمين وأنه أنزله بعلمه الذي أحاط بكل شيء.
  {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}(٢) ولكن المشركين يزعمون أن النبي ÷ قد افتراه وتقوله من نفسه.
  {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ٣} وأخبر أن الأمر ليس كما يقوله ويزعمه المشركون، فهو الكلام الحق والصدق المنزل من عند الله تعالى، وقد أنزله الله سبحانه وتعالى عليك يا محمد لتنذر به قريشاً، وذلك أن عهدهم بالأنبياء قد طال، فقد مضت عليهم مدة طويلة لم يأت إليهم فيها نبي(٣) حتى ضاعت شريعة إبراهيم وإسماعيل ª ووقعوا في الشرك والضلال. وقد أنزله عليك يا محمد رحمة بقومك ليدخلوا في الهدى وليعرفوا طريق نجاتهم وما فيه سعادتهم.
(١) سؤال: لعلكم تلحظون أن تنزيل الكتاب مبتدأ فهل الخبر «لا ريب فيه» أم «من رب العالمين»؟
الجواب: الخبر هو «من رب العالمين»، و «لا ريب فيه» حال من الكتاب.
(٢) سؤال: لو تفضلتم بتفصيل القول في «أم» في هذه الآية وأمثالها؟ وما فائدة «بل» بعدها؟
الجواب: «أم» بمعنى «بل» وهمزة الاستفهام الإنكاري، أي: أن الاستفهام فيها للإنكار. و «بل» بعدها إضراب يفيد إبطال قولهم.
(٣) سؤال: يقال: كيف نجمع بين هذا وبين قوله سبحانه: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ٢٤}[فاطر]؟ واسمحونا إن كان قد تقدم نحو هذا السؤال؟
الجواب: قد تقدم الجواب عن هذا السؤال مستوفى. [على الآية (٤٦) من سورة القصص].