محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القلم

صفحة 485 - الجزء 4

سورة القلم

  

  {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ١(⁣١)} أقسم الله سبحانه وتعالى بالقلم الذي يكتبون به، وذلك أنه آية من آيات الله تعالى، ونعمة من نعمه العظيمة عليهم؛ إذ علمهم كيف يكتبون وكيف يبينون مكنون نفوسهم بالكتابة، وكذا أقسم سبحانه بالكتابات التي يكتبونها بأقلامهم لأهميتها.

  ولم يقسم الله تعالى بالقلم إلا ليتفكروا ويتدبروا في هذه النعمة العظيمة، وليبعثهم على أداء شكرها، ولأجل أن يبحثوا عن السر العظيم وراء هذا القسم، وهكذا كل ما أقسم الله تعالى به في كتابه، وأما قوله: «ن»: فالمراد به حرف الهجاء فهو مثل «ص» و «ق» و «حم».

  {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ٢} هذا هو المقسم عليه. أقسم الله سبحانه وتعالى للمشركين بأن محمداً ÷ ليس بمجنون بسبب إنعام الله عليه بالنبوة واصطفائه للرسالة.

  {وَإِنَّ لَكَ⁣(⁣٢) لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ٣} وأقسم لنبيه أيضاً أن ثواب تبليغه رسالة ربه مستمر، ولن ينقطع ما دام التكليف.

  {وَإِنَّكَ⁣(⁣٣) لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤} وصف الله تعالى نبيه ÷ بالخلق العظيم


(١) سؤال: هل هذا الفعل لازم فأين العائد على «ما»؟ أم متعد فلم حذف مفعوله؟

الجواب: الفعل متعد ومفعوله ضمير محذوف وهو عائد على «ما»، وحذف العائد المنصوب قياس.

(٢) سؤال: ما الوجه في تقديم الجار والمجرور (الخبر) هنا؟

الجواب: قدم لكون الاسم نكرة مع أن «لك» هو الأهم في سياق الجملة.

(٣) سؤال: هل هذا من جملة جواب القسم؟ وما وجه دخول اللام على حرف الجر في قوله «لعلى»؟ وما هي المعاني التي يمكن أن نستوحيها من التعبير بقوله: «لعلى خلق»؟

الجواب: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤} هو من ضمن جواب القسم، والوجه في دخول لام =