سورة الكهف
سورة الكهف
  
  {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ١}(١) ابتدأ الله سبحانه وتعالى هذه السورة بالحمد والثناء، والشكر له على نعمته هذه، وهي أن أنزل القرآن الذي فيه نعمة عظيمة؛ إذ أنزله على نبيه ÷ ليعرف الناس طريق نجاتهم وهدايتهم، وأي نعمة أعظم من هذه النعمة أن يهدينا إلى الطريق الموصلة إلى السعادة الأبدية والدين المستقيم الذي يوافق فطرة العقل.
  {قَيِّمًا} فهو كتاب حجته قائمة فيه بينة ظاهرة.
  {لِيُنْذِرَ بَأْسًا(٢) شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ} يحتمل أن المنذر هو القرآن، ويحتمل أن يكون النبي ÷، فهو ينذر الكافرين والمكذبين بالعذاب الشديد يوم القيامة.
  {وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ٢ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ٣} ويبشر المؤمنين أهل الأعمال الصالحة بالثواب العظيم في الجنة خالدين فيها أبداً.
  {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ٤} يحذر القرآن أو النبي ÷ وينذر هؤلاء الذين يفترون عليه هذه الفرية العظيمة وهو أن معه ولداً تعالى عن ذلك علواً كبيراً.
(١) سؤال: يقال: ما فائدة الجمع بين نفي العوج وإثبات كونه قَيِّماً؟
الجواب: فائدة الجمع بين نفي العوج وكونه قيماً هي تأكيد استقامة الكتاب الكريم استقامة تامة.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: {بَأْسًا} وكيف صح أن يكون مُنْذَراً وإنما هو منذرٌ به؟
الجواب: «بأساً» هو المفعول به الثاني، وهو منصوب بنزع الخافض أي: ببأس، والأول محذوف ليعم كفار قريش وغيرهم، وهم المنذرون.