سورة غافر
سورة غافر
  
  {حم ١ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ(١) اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٢} أخبر الله سبحانه وتعالى أن هذا القرآن هو الكلام المنزل من عند الله سبحانه وتعالى الذي هو العزيز الغالب لكل شيء بقدرته والعالم بما تقتضيه الحكمة والمصلحة لجميع خلقه، وليس كما يقوله المشركون من أنه ليس إلا كلاماً افتراه محمد ÷ وتقوَّله من عند نفسه، أو أنه تعلمه من الناس، أو أنه أصابه المس والجنون فصار يهذي بكلام السحر والشعوذة وكلام الشياطين: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ٢١٠ وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ٢١١}[الشعراء].
  {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ}(٢) ثم وصف الله تعالى نفسه بأنه غافر ذنوب التائبين(٣) وفاتح أبواب التوبة لمن أقبل إليه من التوابين، وأنه شديد العقاب لأولئك المصرين على المعاصي والفساد في الأرض.
  {ذِي الطَّوْلِ} صاحب الكرم والعطاء المتواصل الواسع.
  {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ٣} وهو الإله المتفرد بصفات الإلهية والكمال، وهو الذي سيكون مصير جميع الخلائق إليه يوم القيامة؛ فالأجدر بهم أن يأخذوا حذرهم منه ومن أخذه وعذابه، وأن يتقوه بفعل ما يرضيه والانقياد لأمره.
(١) سؤال: فضلاً هل ترون أن الجار والمجرور «من الله» متعلق بمحذوف خبر تنزيل؟
الجواب: الأمر كذلك.
(٢) سؤال: ما الحكمة في وصل الصفة الثانية «قابل التوب» بالأولى وفصل الأخريات؟
الجواب: وصلت الصفة «قابل التوب» بما قبلها لأن المعطوف والمعطوف عليه بمنزلة صفة واحدة دون الصفات الأخرى؛ لأن كل واحدة صفة مستقلة.
(٣) سؤال: هل يمكن أن يكون قوله: «وقابل التوب» قرينة على أنه إنما يغفر ذنوب التائبين دون المصرين؟
الجواب: هناك نصوص صريحة بأن مغفرته مقيدة بالتائبين كقوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ٨٢}[طه]، وهناك آيات وعيد كثيرة لم يستثن فيها إلا التائبين {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ٦٩ إِلَّا مَنْ تَابَ ...} الآية [الفرقان].